Performance فن الاداء
يوسف عباس يوسف
بعد مشاهده استعراض اعزيزه لابد من تعريف هذا الاستعراض للمشاهد العراقي والمهتمين بالحركة الفنية العراقية لما وجدته من فرحه كبيره باستقبال هكذا استعراض من قبل المهتمين بالحركه المسرحيه العراقيه وانا اطلقت اسم ( استعراض اعزيزه ) من منطلق اكاديمي , هذا مايحصل في العالم لكل عمل فني له اسم معين يخضع الى ضوابط فنيه فاستعراض اعزيزه هو performance( وهنا يجب عليه المرور على تاريخ هذا الفن ..
هذا الفن يقوم على حالة استعراضيه طقسية احتفالية تتعاون في ادائها كل انواع الفنون السبعة ..ظهر هذا الفن كتجديد لاولى تجارب المستقبليين الايطاليين والروس بعد الحرب العالميه الاولى جماعت الدادائيه في عام 1913 قامت حركه المستقبليين الايطاليين بهجر المرسم وصاله العرض الفني الى قاعات المحاضرات والشارع وذالك بدعوه من مؤسسها مارينيتي
Marineeti
وايضا خرج المستقبليين الروس الى الشوارع لاداء افعال ونشاطات فنيه وكان منهم الشاعر ماياكوفسكي وشعراء اخرون
Maiakovski
عام 1950 قدم جورج ماثيو في باريس سهرة شعرية قام في اثنائها برسم لوحة واسعة على مسرح
Sarah Bernhardt
ليظهربعد ذلك بعدة عروض وايضا ظهر غيره من عاملين في هذا المجال امثال :
جون كاج Jon cage
و Gutai غوتاي
واستمرت النشاطات الاحتفاليه Performance
في انحاء اوربا في هولندا
Klaus rinke كلوس رينك
جيرفان ايلك Ger van elk
من انكلترا بيتر دوكلي 1_ Peter Dockley
2_جماعه ويلفارستات Wel fare state
كما ظهر في المانيا جوزيف بويز joseph Bruys
توجد عروض الكثيرين على المواقع الاكترونيه وتستطيعون هنا مشاهدة الصربية
Marina Abramovic
ومشاهدة الفرنسيه Orlan
كما ذكرت سابقا .. ان البيفورمانس هو وليد التعبير الدادائي الاحتفالي ولاشك انه اخذ وخضع لتاثير مسرح ( برتولد برخت ) الذي يعتمد على هدم الجدار الرابع ويقصد به هنا انه جعل المشاهد مشاركا في العمل المسرحي واعتباره العنصر الاهم في كتابةالمسرحيه!
باسم الطيب قدم بيفورمانس على الطريقة الغربية .. حينما بدء بفورمانس اعزيزه بمشهد الابتسامة كل المجموعة تبتسم مع — ستوب كادر — هذا المشهد ماخوذ فكرا وشكلا من المشهد الثاني من مسرحيه ابروزاك من اخراجي انا ( يوسف عباس ) !!!
Prozac
شاهد باسم الطيب بروزاك مرتين !!
ثم بدأ باسم الطيب بهذا العمل حينما اخذ جهد غيره واستغلاله ولم يكتف بهذا اعتمد على ما جاء من افكار وشكل مسرحية ( بروزاك ) حتى راح لياخذ مشاهد كاملة من مسرحية(
)Blush
وتاسيس استعراضه بعد البدايه في الفصل الاول مشهد العراك ومشهد اخر لمخرجها
Wim Vandekybus
ومع هذا كله لم يكتفي الاستعراضي ( باسم الطيب ) بذلك القدر من اخذ جهد وشكل فني مسرحي خالص لمخرجيين مختلفين بل راح ينقل مشاهد وجوعام لعروض منها عرض حجز انفرداي لمخرجه
( دريد عباس )!!
ان استعراض اعزيزه ( بيفورمانس ) هو ليس عرض مسرحي كما ذكرنا سابقا لانه لايمتلك اي شروط من شروط المسرح , استفاد من المكان وحوله المستعرض حسب مااخذ من العروض المذكورة سابقا وحينما يبدء بعد الفصل الاول بتوزيع المتفرجين على عدة غرف:
الغرفه الاولى التي شاهدتها هي عبارةعن معرض صور كركتيريه يقوم المستعرض بشرح حياته حسب ترتيب الصور, يرتبها ترتيب زمني , الصوره الاولى زواج الاب بالام– الصوره الثانيه الام حامل — ثم الصوره الثالثه تلد — المستعرض الاخر.. ارى حاجه ماسه للحوار البسيط الذي لايملك ثيمه فنية وفكرية!!
بعدها غرفة 3D
لم افهم ماذا يريد من هذا الشكل او الفكرة بهكذا استعراض ؟؟
الغرفة الثالثةهي لمعلم راح المستعرض بتيه الاداء وهو لايملك تقنيه الممثل وهو يعتقد انه ممثل ويقوم باداء وظيفة تمثيليه .. مرة يريد ان يمثل ومرةاخرى يريد ان يتفاعل .. فخلق سلوك عبثي لااقصد هنا العبثيه بمفهومها العبثية المرتبه بل العبثيه بدون ترتيب فوقع باشكالية المكان وكان يتحدث بكلام بسيط جدا لاتوجد فكره مهمه.. كلام شعبي يفتقر الى بناء درامي بسيط .
وراح يكرر بساطة اللغة في غرف اخرى–غرفة المصور — وغرفة المرأه — شروق الحسن فوقعت المؤدية باشكالية اللغة وعدم ضبطها لمخارج الحروف وسذاجه ماتحدثت به ..
كان الاستعراض مشتتا بصريا لكثرة الاشكال والافعال..
وانا هنا أوعز بان تشتت الرؤية البصرية– وبساطة اللغة الشعبية الدارجة الساذجه– لصاحب استعراض اعزيزه باسم الطيب , لترك كل مستعرض يكتب مايشتهي من كلام شعبي دارج لايمتلك فكر ولاخط درامي واضح ولاحبكة ولاثيمة نصيه.. والناجين من هذا الاستعراض الماخوذ من عدة عروض مسرحية — غسان اسماعيل — بسبب خبرته المسرحيه و–هند نزار — لموهبتها والاطفال!!
وهنا اووكد على ان :
البيفورمانس يتمدد ويتقلص حسب رغبه المستعرضين زيادة عشرة دقائق او نقصان عشرة اخرى لاتهم استسهال العمل الفني في هذا الخلاط العجيب — يقوم باسم الطيب بتدليك احد المستعرضيين واي اخر من الجمهور في مكان الاستعراض واخيرا ينتهي اعزيزه باللطم.. على فكرة ثالث مره اشاهد باسم يلطم بعروض مختلفه !!!
سؤال لو نقل باسم الطيب اعزيزه على خشبة المسرح في بغداد المسرح الوطني هل يستطيع تاسيس مشهد مسرحي وكيف يخرج لنا نوع استعراض اعزيزه على خشبة المسرح وهنا اطرح سؤالي :
هل يتبنى المسرح العراقي هذا (البيفورمانس )هل لغة اعزيزه الساذجة الشعبية البسيطة تاسس لادب عراقي وفن حقيقي ينتمي لها ؟؟؟؟.
اعتقد ان اهميه الفن والمسرح بناء الانسان منذ ان تعلم الانسان المسرح حتى الان الفن الاصيل والمخرج المفكر في فن المسرح له قيمته الاساسية في حركتنا المسرحيه فهو يطور ويزيد بالخبرات المسرحية ويؤسس وياصل لمسرح محترم اصيل..
ونحن نعلم ان المسرح الاصيل يتخطى الترفيه.. ففي فترات عظمه المسرح جاهد المخرجون والممثلون والكتاب في اكتشاف معنى الوجود ونواحي الجمال في المسرح بنفس جهد وجدية واخلاص وفكر الفلاسفة ورجال العلوم الاخرى…
فن المسرح يعتمد بجوهره على حصيلة المعرفة في شمولها العام على قدرةالانسان على (الاكتشاف ,وتامل ,) المسرح كمحاكاة للحياة يضم تقريبا كل ماتضمه الحياة من (فوضى ,واضطراب ) كان المسرح بالنسبه للاغريق طقسا دينيا يتطلب تكريس افضل العقول النابهه في المجتمع لخدمته اما الرومان فقد تضاءل المسرح عندهم الى مايشبه المتعة الرخيصة للترفيه ..
اما الكنيسه فكرت ان المسرح شرا ينبغي استئصاله غير ان الكنيسه عادت بعدها بعدة قرون تحتضن مسرحيات الاسرار والمعجزات العظيمه الى درجة الطقوس المقدسة..
كما ظل المسرح بالنسبه للكثيرين من اهل الترفيه والتجاريين منذ ايام الممثليين الجوالين الى عصر الفكاهة الساذجة التلفزيونية والسينمائيةوالمسرحية بمثابة وسيلة لكسب لقمةالعيش عن طريق مزاولة استعراضاتهم الفكاهية التجارية التي تستهدف استرضاء امزجة الجماهير المؤقته اي اختلفت مهمه الفنان من صاحب رساله الى ارضاء مزاج الجمهور وتحقيق رغبات الجمهور .
كان على باسم الطيب توضيح مافعله للجمهور العراقي وتسمية كل شيء بمسمياته, هو يعلم ان هذا بيفورمانس لكنه لايتحدث بذلك يترك للجمهور تسمية استعراض اعزيزه او ما يسمى بمسرحيه عزيزه!!
يقول بوث تاركنجتون ( قد تتمتع اي امة بحكومة ممتازة بقوةعارمة وتتجرد من كل علامات الفقر ,ولكنها لم تسهم بانتاجها الخاص في العمارة او النحت او الموسيقا او الادب , فمن الجائز ان تغيب عنها شمس التاريخ دون ان تخلف وراءها اكثر من اثار سجل سياسي محمود..
اليوم تحديدا ان مهمه الفن هي انتشال المجتمع من تخلفه وامراضه وعقده الى السمو والرفعه وليس العكس .الانصياع خلف الاستعراضيين ونهبط بالمجتمع الى الرذيلة نموذجا لما يحدث في العراق لنستمع الى ناظم الغزالي وزهورحسين وداخل حسن وحسين نعمه ونقارن بما يحدث الان من كليبات استعراضيه مثل كليب( بسبس ميو بسبس ميو) او كليب (صديقي باك محفظتي وقهرني).
ولنقارن منجز شعراء العراق ( الرصافي والجواهري والسياب ومله عبود الكرخي ومظفر النواب ونازك الملائكه وعريان السيد خلف وكاظم اسماعيل كاظع)ومايححدث الان من فوضى ومسخ حقيقي يمارس على المجتمع من الشعراء الدارجين او الشعببين انا لا استهين بالشعر الشعبي الاصيل لكني حزين على مايحدث في العراق ..
يوسف عباس يوسف