من ضمن ما ورد في مقالة الكاتب قاسم حسين صالح: [اللغة العربية جمال..وبلاغة.. وبيان] التالي:
1 ـ [وكانت جامعة قرطبة بحضارتها العربية الراقية يقصدها الطلبة من كل بلدان اوروربا. ويذكر ان الشاعر الاسباني لوركا كان قد سئل:هل تعتبر المرحلة العربية بتاريخ اسبانيا..استعمارا؟ اجاب: المرحلة الوحيدة المضيئة في تاريخ اسبانيا هي المرحلة العربية، وما قبلها كان ظلاما] انتهى
*تعليق: لطفاً كيف عرفت وتأكدت من ((كل)) التي وردت في المقطع التالي : [وكانت جامعة قرطبة بحضارتها العربية الراقية يقصدها الطلبة من كل بلدان اوروربا]؟ اليس الأفضل ان تقول معظمها او بعضها؟ “كانت” التي وردت هنا تخص أي مرحلة تاريخية او زمن من الماضي هل تتحدث عن القرن التاسع الميلادي أم التاسع عشر أم ما بينهما و ما بعدهما؟
هل كان الطلبة من (كل) بلدان أوروبا يقصدون جامعة قرطبة لأن حضارتها عربية راقية أم لأسباب مختلفة من ضمنها حضارتها العربية الراقية؟؟ كم سويدي او فلندي او روسي او إيطالي او نمساوي او يوناني قصد تلك الجامعة لذلك السبب؟
اتعرف لماذا قصدها البعض القليل جداً من طلبة / طلاب بعض الدول الاوربية ؟ الجواب لأنهم أرادوا الاطلاع على تأثير الحضارة العربية على الاندلس او لمعرفة الإنجازات العلمية التي حصلت خلال تلك الفترة حيث كانت اللغة العربية لغة علم وصناعة وتجارة وإدارة قدمت الكثير للبشرية والراغبين في الانتفاع منها و ما لحقها من تطور، حيث يبدو انهم كانوا حريصين او راغبين على/في التعرف عليها والدليل ان تلك الجامعة لم تعتمد اللغة العربية كلغة أساس في فصولها الدراسية او اقسامها العلمية الأخرى والطلاب الأوروبيين لم يذهبوا هناك لتعلم اللغة العربية انما لمتابعة ما ترك العلماء العرب و ربطه بما وصلت اليه العلوم اليوم…وربما يعرف هؤلاء الدارسين الأوروبيين ان اللغة العربية التي قدمت تلك الكوكبة من العلماء تحولت اليوم على يد “محبيها” الى لغة هذر و لف ودوران و تطبيل و مبالغات و كذب وسفاهة بدل العلم والإدارة و البناء ولمقارنتها مع اللغة العربية التي يسمعونها من العرب المقيمين في أوروبا…وهنا لا بد ان اذكر ما مر علينا شخصياً عند وصولي الى فرنسا حيث ارسلتُ للسكن في مدينة (جْوَّني)( Joigny) عشرة الاف نسمة /(120) كم جنوب شرق باريس و التي يُقال ان المسلمين وصولها في فتحهم للأندلس و تجاوزوها شمالاً ب(30) كم حيث عندما كنت أتكلم العربية امام الفرنسيين يستغربون لان موسيقاها غير التي سمعوها و يسمعونها ويسألون هل انت عربي وعندما استغرب يجيبون ان لغتك غير لغتهم…و للعلم كنا العائلة العراقية الأولى التي سكنت المدينة وربما الوحيدة…وهنا يجب ان أقول ان اقرب العرب للغة العربية في فرنسا هما الاشقاء من تونس التي أتمنى ان تبقى خضراء.
ودليلي على عدم الاهتمام باللغة العربية حتى في بلدانها هو ان [صحيفة اللغة العربية صاحبة الجلالة/صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارات تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية…تنشر جميع ما يتعلق باللغة العربية في العالم بهدف التواصل والتكامل و التعاون وتبادل الخبرات لخدمة اللغة العربية] هذه الصحيفة بعوانها و التعريف بها نشرت مقالة السيد قاسم حسين صالح هذه كما ورد ذلك في ج(1).
و مع ذلك أقول : ستعود اللغة العربية حتماً /يوماً لمكانتها كلغة للبحوث العلمية حينها ستكون اللغة العربية لغة شعر وادب عالميين كما صرنا نتغنى بالشعر و الادب الإنكليزي و الفرنسي ونترجم منه مبهورين، وسيكون اعظم كاتب مسرحي في كل العصور ليس شكسبير انما كاتب عربي لأن اللغة العربية واسعة تُسَّهِلْ للشاعر/ الكاتب اختيار المفردة المناسبة بعكس اللغات الأخرى المحدودة المحددة وهذه السعة و الرحابة ستجعل اللغة العربية لغة الترجمة الأولى في العالم في كل المجالات وستضيف مفردات جديدة للغات اُخرى أو ستفرض على اللغات الأخرى ابداع/انتاج/استنباط مفردات جديدة في محاولتها الاقتراب من اللغة العربية.
وقبل تجاوز هذه النقطة احب أن أسأل السيد الكاتب قاسم حسين صالح : أين ورد قول الشاعر الكبير فيديريكوغارسيا لوركا هذا حيث اكيد له ما قبله وله ما بعده والمهم في أي سياق ورد هذا القول؟ حيث السؤال هو: [هل تعتبر المرحلة العربية بتاريخ اسبانيا..استعمارا؟] خارج موضوع اللغة العربية؟
2 ـ ورد: [ولقد شاهدت في زيارتي الأخيرة لأسبانيا ان الأسبان نحتوا التماثيل لأطباء ومفكرين وقادة عرب تكريما لهم، ليس لهم ذكر في زماننا هذا مع انهم ونحن..عربا!] انتهى
*تعليق: من يقول “زيارتي الأخيرة” هو من كانت زياراته متواصلة/ متلاحقة بحيث لا يعرف تاريخ آخر زيارة وانت كما أتصور غير ذلك فربما هي الزيارة الأولى و الأخيرة لك الى هناك… السؤال هنا هل هذه الزيارة الاخيرة كانت قبل/خلال عام 2016 حيث النشر الأول لهذه المقالة ام خلال عام 2021 حيث النشر الأخير لها؟
هذه النُصُبْ و التماثيل لا علاقة ل:[ ، ليس لهم ذكر في زماننا هذا مع انهم ونحن..عربا!] ب(ان الاسبان نحتوا تماثيل) فربما من “نحتها” من غير الاسبان والفضل في وجودها حتى “زيارتك الأخيرة!!” لمن وضعها في مكانها المناسب و من حافظ عليها فبعض المنحوتات تبقى مدفونة في اقبية النحت و البعض يوضع في أماكن مهملة او في غير موضعها المناسب….الموضوع يرتبط بما ورد أعلاه عن لغة العلم فهذه النُصُبْ/التماثيل لعلماء ساهموا في رفد الإنسانية بما هو مفيد وليس لأنهم عرب…ويجب هنا ان نميز في ذلك حتى نحاول إعادة اللغة العربية الى الميدان الذي تميزت به أي ميدان البحوث والإنجازات العلمية. هذه الشواهد في قرطبة وغيرها لم تكن “” الاسبان نحتو التماثيل”” اليوم انما اهل اليوم الاسبان حافظوا عليها لأهميتها لهم اليوم ولكونهم اهل علم وعمل.
ومثالها العالم الجليل ابو القاسم عباس بن فرناس (الصورة لجسر عباس بن فرناس في قرطبة)… و أجد من المناسب ان اُعيد ما ذكرته في السابقة وهو ان اللغة العربية كانت قبل اخفاق تجربة طيران العالم الكبير عباس بن فرناس هي لغة (السيف و الرمح والقرطاس و القلمُ) انشقت بفشل تلك التجربة الى شقين متناحرين مستمرين لليوم وهما لغة (السيف و الرمح) لغة الضجيج والعضلات و الدماء والسلب و التجاوز على الحريات والكذب والنفاق و الدجل و الشعوذة ولغة (القرطاس و القلمُ) حيث الهدوء و التفكير و التركيز والاستنتاج و الابداع والتطور أي لغة البحوث و الصناعة و العمران… وكما يُلمس اليوم الانتصار/ الغلبة للغة (السيف و الرمح) على لغة (القرطاس و القلمُ) …وسيستمر هذا الخلل الكبير الى ان يعيد تقدم لغة (القرطاس و القلم) حالة التوازن لتكون لغة (القرطاس و القلم) لغة التقدم العلمي و الإنجازات و التي لا تستطيع التخلي عن حاجتها الى حماية لغة (السيف و الرمح).