الراحل الدكتور علي الوردي في ميزان /رسالة خاصة (6)
عبد الرضا حمد جاسم
يتبع ما قبله لطفاً
توقفت في السابقة عند التالي:*ثانياً:اليك/ اليكم التالي عن موضوع اللغة الإنكليزية:
…………………
مقدمة:
1ـ الأستاذ الدكتور صادق السامرائي كتب التالي: [على الكاتب ان يتفكر فيما يكتبه ويتحسب لكل كلمة يخطها يراعه] و[علينا أن نعيد النظر بقراءاتنا المنحرفة لتأريخنا!!] انتهى
2ـ وانا اُعزز قوله بالتالي: [أن السرطان يبدأ بانحراف خلية واحدة وينتشر ليميت حيث لا ينفع معه لا الكي ولا مبضع الجراح وسرطان الثقافة هو عدم الدقة والتقديس وهذا ما ابْتُليتْ به الأجيال وأورثته وستوّرثه].
………………
أطرح موضوع الراحل الدكتور علي الوردي واللغة الإنكليزية… لا لأهميته العلمية إنما لعلاقته بسرطان الثقافي/الكتابة وأقصد هنا عدم الدقة في النقل والتوثيق التي في جزء منه ناتج عن التقديس غير المبرر التي تظهر في الغالب على/ في الكتابات عن الراحل الوردي وهو ربما أكثر عراقي كُتِبَ ونُشِرَ عنه وعن طروحاته وبهذا فهو أكثر كاتب مُختَلَفٌ عليه في تاريخ العراق الحديث (سبعة عقود) …وربما تأتي تلك ال(أكثر) تحت جناح قوله الشهير: [اسطورة الادب الرفيع ص8: (وصفني أحد الادباء في العام الماضي باني تاجر). وفي ص9:( وإني افتخر في ان أكون في كتبي تاجراً إذ لا استحي ان أكون كصانع الأحذية وبائع البطيخ أقدم للناس ما يرغبون به أو ينتفعون)] انتهى
[ما يرغبون به أو ينتفعون] ؟؟؟؟؟!!!!! لو كتب: [ما يرغبون به وينتفعون] لكان القول مقبول…انظر أيها الكريم للفرق بين [أو] و [و]. يعني: (اتدلل عليّ اتدلل بس لا يولفي تزعل) !!!
عدم الدقة كما يبدو مع الراحل علي الوردي لها القدرة على التناسل والتراكم كما بينا ذلك في موضوع تكريم حاكم نيويورك الذي أنتج تكريم حاكم تكساس كما ورد ذلك في السابقة و(سمعت مؤخراً العكس يعني تكساس أنتجت نيويورك) … والغريب ان موضوع هذه الصغيرات غير الدقيقات اصبح ثوابت عند مجموعة من الأساتذة ممن يحملون الشهادات العليا والمتخصصين بعلم الاجتماع و النفس والتاريخ عندما وّثَقوها في كتبهم التي أصدروها وعادوا ليزَّكوها في كتاب اجتمعوا على إصداره تحت عنوان: [علي الوردي و المشروع العراقي] تأليف نخبة من الكتاب و المختصين إعداد د.علي ثويني ومازن لطيف. حيث ساهم في الكتابة فيه أكثر من (20) كاتب ومثقف ومتخصص، اتفق هذا العدد من الأكاديميين المعاصرين والمختصين “”بهذا الشكل او ذاك”” على نقاط غريبة وبهذا الاتفاق أصبحت او ستصبح تلك النقاط بعيوبها حقائق او هكذا أي تُعتمد وستعتمد أو يؤخذ بها بالاستناد الى موقع هذه النخبة وقد أعاد نشرها أحدهم فيما بعد ليؤكدها في الارشيف… ساُبين بعض ما ورد في الكتاب في هذه والقادمات عسى أن ينتبه البعض ويترك ترديدها ويُزيلها من صدارة الكتاب والكتابات ويعمل على الإشارة الى عدم دقتها و يعلن البراءة منها ويمتنع عن الهروب منها من خلال رفض تصحيحها او الإشارة اليها رغم عرضها عليه وعليهم و بالأسانيد والمشكلة/ الخطورة انها وصلت حتى الى الاسم الثلاثي للراحل الوردي نفسه حيث وفق هذا الكتاب أصبح هناك اليوم أثنان من علماء الاجتماع في العراق باسم الدكتور علي حسين الوردي احدهما الدكتور علي حسين محسن الوردي المتقاعد برغبته عام 1970 والمتوفي في 13.07.1995 والثاني الدكتور علي حسين عبد الجليل الوردي الذي فُرض عليه التقاعد عام 1972 والمتوفي في 13.07.1995 والاسم الأول له مؤيدين كُثْر والثاني كذلك ووفق هذا الانقسام قررت مجموعة من اكثر من (20) عالم ومتخصص التوقيع على وثيقة تؤيد الاسم الثاني و ان تعلنها للملأ في كتاب محفوظ في دار الكتب و الوثائق ببغداد / رقم الايداع1165 لسنة 2009
قد ينزعج البعض من تناولي لهذه الهامشية (اللغة الانكٍليزية) … اعتقد ان اغلب هؤلاء لا يفكر بموضوع عدم الدقة وتأثيرها عندما تتراكم لأنها أن وصلت حتى للأسم الثلاثي فأنها تعني التشكيك بكل شيء. كما ان اللغة الإنكليزية هنا لها علاقة بموضوع مناقشة الراحل الوردي لرسالة الماجستير واطروحة الدكتوراه وحصوله عليهما بتميز فعندما يكون الراحل غير متمكن من اللغة الإنكليزية كيف تمكن من المناقشة وكيف تمكن من القاء محاضرة نيويورك التي اعجبت الجميع وحصل بها على مواطن الشرف ومفتاح نيويورك ومن ثم تكريم حاكم تكساس وهذا ينسحب على عدم ترجمته لرسالة الماجستير واطروحة الدكتوراه وربما يؤكد ما ذهبتُ اليه من إنه كتبتها بلغته الام ثم حولها للغته الثانية وهذا الذي تطرقت اليه في السابقة.
اليك استاذي علي الوردي واليكم محبيه الكرام والقراء الأعزاء التالي حول اللغة الانكَليزية:
1ـ في ص56 من كتاب مئة عام مع الوردي/ السيد محمد عيسى الخاقاني وتحت عنوان فرعي هو: [دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة اوستن تكساس الامريكية] ورد التالي: [كانت امام الوردي معضلتين الأولى موافقة والده على السفر والثانية تعلم اللغة الإنكليزية حيث الدراسة في الجامعة تكون باللغة الإنكليزية التي لا يتقنها الوردي كثيرا، دخل الوردي قبل السفر الى الولايات المتحدة الامريكية في مدرسة الالسن ببغداد (مدرسة اللغات) ونال درجة عالية في اللغة الإنكليزية، وقال لي العلامة محفوظ يوماً بان الوردي كان من الأمثلة الصحيحة الصادقة لطلب العلم في سن متقدمة حيث لم يتحرج لفارق السن بينه وبين زملاءه بل كان واضعا هدفه امام عينيه وهذا الهدف لم يتحقق دون ان تتوفر له عوامل النجاح ومن هذه العوامل تعلم اللغة الإنكليزية].
*تعليق: نحن في نهاية عام 1945 وبعد ان أكمل الوردي تعليمه الأولي قبل الجامعة في العراق بتفوق وكان الأول دائماً كما يَطرح ذلك بتقديس محبي الوردي حيث كان للّغة الانكَليزية مقرر خاص منذ الدراسة الابتدائية وبعد ابتعاثه لأربعة أعوام لدراسة البكالوريوس في الجامعة الامريكية في بيروت التي كما أتصور ان للّغة الانكَليزية دور مهم فيها وحيث حصل على شهادته بمرتبة الشرف الأولى على دورته عام1939 ـ 1943 بعد ذلك وكما ورد في ص55 من كتاب مئة عام مع الوردي/ محمد عيسى الخاقاني: [ثم قبل السفر الى تكساس دخل مدرسة الالسن/ اللغات في بغداد وحصل على درجة عالية في اللغة الانكَليزية] كما قيل ويُقال وهذه الرغبة بتعزيز لغته الإنكليزية شيء مفهوم ومهم ومستحسن وضروري ودلالة على الحرص والإصرار على النجاح.
2ـ في ص59 من نفس الكتاب وتحت عنوان فرعي آخر هو: [شهادته الجامعية، تاريخها، موضوعها، الأساتذة الذين ناقشوه] ورد التالي: [من اغرب ما سمعته من الوردي عن هذه الفترة هو انه لم يعد الى بغداد في العطلة الصيفية خشيت غضب والده عليه بسبب أعباء الأطفال والزوجة الذين تركوهم في بيته!، قال خططت ان أنتمي الى المدارس الصيفية لتعليم اللغة الإنكليزية في بريطانيا وكانت العطلة الصيفية في بريطانيا درسا اخر من دروس الوردي الاجتماعية] انتهى
*تعليق: استاذي الوردي المحترم لا تزعل من استغراب صديقك السيد الخاقاني…فاستغرابه في محله وكل متابع يستغرب ذلك فأنت في تكساس الامريكية وتذهب الى بريطانيا في العطلة الصيفية لتعلم اللغة الإنكَليزية ومتى، بعد نيلك شهادة الماجستير بتفوق عام من جامعة تكساس حيث الدراسة باللغة الانكَليزية والحديث والنقاش باللغة الانكَليزية والحياة العامة كلها باللغة الانكليزية؟ من حق السيد الخاقاني أن يستغرب ومن حقي ايضاً أن أستغرب وأتطرق لهذا الاستغراب واثيره هنا ومن حق كل قارئ ومطلع ان يستغرب.
اينما نذهب في كتابات محبيك… كُتُبْ، بحوث، مقالات نجد فيها إشارة واضحة الى تفوقك الدراسي حيث كنت دائماً المتفوق الأول في كل الفصول الدراسية من الابتدائية حتى البكالوريا العامة وربما كنت الأول ليس على الصف او المدرسة بل على العراق وحتى تخرجك من الجامعة الامريكية في بيروت كان بمرتبة الشرف الأولى. هذا يمكن ان يدفع لتوقع تمَّيزُكَ باللغة الإنكليزية…اليس كذلك؟
هنا يجب ان نقف على دقة العبارة التالية التي تخص الموضوع والتي وردت في ص61 من كتاب الأستاذ الخاقاني/مئة عام مع الوردي حيث كتب التالي: [عاد الوردي الى الولايات المتحدة الامريكية والى جامعته الام تكساس لتقديم بحثه في الدكتوراه]
أي إنك عُدّْتَ من بريطانيا بعد ان اتممت تعلم الإنكليزية فيها للتحضير لإنجاز أطروحة الدكتوراه، وهذا يعني إنك قدمت رسالة الماجستير وحزتها بتفوق في(28.08.1948) وكانت باللغة الانكليزية وكنت بحاجة لدراسة اللغة الإنكليزية حيث ذهبت بعدها الى بريطانيا لتعلم اللغة الانكليزية. اليس في ذلك من الغرابة الكثير والتي تستدعي علامات استفهام كثيرة وكبيرة وعلامات تعجب أكثر منها تدفع للأسئلة التالية:
س1: كيف ناقشت رسالة الماجستير وحصلت على اجازتها بتفوق عام وهي فيها جانب عن الإسلام الصعب على الحضور وعليك وعلى اللغة الانكليزية وانت تحتاج دورات تقوية في اللغة الإنكليزية؟
س2: ان كنت بتلك الحاجة لتعلم الإنكليزية، لماذا لم تدخل مدارس تعلم اللغة الإنكليزية في تكساس نفسها اثناء العطلة الصيفية لتوفر على نفسك مصاريف النقل والإقامة في بريطانيا ولتوفر وقت في إتمام اطروحتك ورسالتك؟
س3: من اين أتيتَ بالأموال اللازمة لتسديد مصاريف النقل جواً ذهاب واياب ومصاريف السكن والمعيشة ومصاريف تعلم اللغة الإنكليزية في بريطانيا؟؟(يعني كنت تدفع اجور سكن في بريطانيا وفي تكساس في نفس الوقت خلال العطلة الصيفية) ؟؟؟
إن صح هذا الموضوع، اليس العائلة الكريمة أحق بتلك الأموال في ظروفها الاقتصادية الصعبة؟
س4: هل كانت الحكومة العراقية تسدد كل تلك المصاريف ام الحكومة الامريكية ام الحكومة البريطانية أم أنك عملت في تكساس صانع عطار وجَّمعت مصاريف كما قيل عن مصاريف المدرسة الابتدائية المسائية في الكاظمية عام 1931؟؟؟ حيث ورد في ص45 من كتاب مئة عام مع الوردي/ محمد عيسى الخاقاني التالي: [علم الوردي بافتتاح مدرسة ابتدائية مسائية في الكاظمية فذهب دون اذن والده وسجل فيها وحين اعترض والده على المدرسة معللا سبب الاعتراض بسوء الظروف الاقتصادية أخبره الوردي انه قد جمع مبلغا من عمله في العطارة وسوف يصرف هذا المبلغ على دراسته…] انتهى.
لا يحق لي تكذيب هذه الفقرة لاعتبارات كثيرة منها: علاقة السيد الخاقاني بك والتي وصفها بأنها معايشة لعشرة أعوام وساواها بمئة عام…ومنها إني لا اعرف غيرها وهي منشورة ولم يَرِدُ عليها أحد او يصححها وهناك سبب آخر هو كما أتصور إن ذلك عليك وعلى أمريكا وعلى بريطانيا ومراكزها العلمية والعملية ليس بغريب!!!
ثالثاً:
اليك استاذي الكريم / اليكم أيها القراء الكرام عن شهادتك/ه الجامعية/الدكتوراه من كتاب مئة عام مع الوردي/محمد عيسى الخاقاني/ ص61 حيث ورد التالي: [قدم أطروحة عن موضوعه بعد عامين (1948 ـ 1950) من الجهد العلمي المتواصل سبقها بأكثر من بحث واستقراء للجامعة متوجاً ذلك كله بتاريخ (08.05.1950) على شكل رسالة جامعية متكاملة نالت اعجاب وتقدير اساتذته المناقشين، والمثير ان لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه ضمت ثمانية مناقشين بالإضافة الى المشرف وسوف تجد صورة لرسالة الدكتور علي الوردي مرفقة بهذا الكتاب وفيها تواقيع أعضاء اللجنة الثمانية والمشرف. قررت اللجنة منح علي حسين الوردي شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز وحصل على شهادته رسمياً بتاريخ (27.07.1950) وقد احتفت به الجامعة وأوصت بطباعة رسالته الجامعية] انتهى
وورد في نفس الصفحة التالي: [يستطيع الباحث والمتابع ان يجد نص رسالة الوردي المطبوع واسم المشرف من خلال الرقم الموحد وصورتها موجودة ضمن وثائق هذا الكتاب ولأجل التسهيل على الباحثين انقل صفحة العنوان كاملة من الرسالة:
Sociologoical Analysis of Ibn Khlaldun THEORY
Study in the sociology of kbowledge No 00663962
Prof.Haary Moore
Of the siciolgy Department.Unversity of Taxas
Prof.Waner Gettys
The Chairman of the sociolgy Department
Prof. Carl Rosonquist
Prof.Zalter Fires
At08/05/1950
27/07/1950
*تعليق: استغرب ان يكون المناقشين ثمانية وتاسعهم المشرف … فلو كانوا ثلاثة رابعهم المشرف او أربعة وخامسهم المشرف أو كانوا خمسة و سادسهم المشرف والبقية حضور مع الحضور لكان الموضوع مقبول حيث لا اعتقد ان هناك دراسة او اطروحة تحتاج الى هذا العدد: ثمانية مناقشين وتاسعهم المشرف…يمكن ان يكون الحضور متميز والمناقشين كُثر كون الاطروحة متميزة وعنوانها ملفت ومثير ويدعو للمشاركة لكن أطروحة يوقع على قبولها تسعة من أهم علماء الاجتماع في جامعة تكساس وربما أمريكا كلها…اشعر ان في الموضوع مبالغة حاله حال موضوع الناجح الأول وبامتياز وتفوق في كل مسيرتك الدراسية…وقد أكون على خطأ. هذه تدفع لطرح نقاط ضرورية منها:
1ـ [كانت أطروحة الدكتوراه بعنوان: (تحليل اجتماعي لنظرية بن خلدون/دراسة في علم اجتماع المعرفة)]
2ـ أين تلك البحوث والاستقراءات التي لم يتطرق اليها أحد ولم يستشهد بعبارة واحدة منها أحد لا في بحث ولا في أطروحة ولا في مقالة هل هي لجامعة تكساس فقط ام للمجتمعات ونحن الناطقين بالعربية منها؟
3ـ ورد: [والمثير ان لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه ضمت ثمانية مناقشين بالإضافة الى المشرف وسوف تجد صورة لرسالة الدكتور علي الوردي مرفقة بهذا الكتاب وفيها تواقيع أعضاء اللجنة الثمانية والمشرف] !!! لا توجد صورة لرسالة الدكتور حيث الموجود في ص62 فقط أربعة اسماء أشرنا اليه أعلاه باللغة الإنكليزية وهي نفس الأسماء التي أكد عليها الأستاذ الدكتور محمود عبد الواحد محمود القيسي في ص61 من كتابه: [علي الوردي و السوسيولوجيا التاريخية] حيث قدم لهذه الأسماء بالتالي: [اشرف على هذين العملين الاكاديميين عالم الاجتماع الأمريكي هاري مور]. وهناك سؤال مهم يمكن ان يطرح بخصوص صورة الرسالة وهو: هل كان الوصول اليها في وقتها وفي وقت صدور الكتاب وحتى اليوم متيسر للعامة من الباحثين ام للنخبة فقط وان كان للنخبة اين تلك النخبة كي تقدمها لنا نحن الفقراء لنطلع عليها ونتعلم؟
4ـ ورد: قررت اللجنة منح علي حسين الوردي شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز وحصل على شهادته رسمياً بتاريخ 27.07.1950 وقد احتفت به الجامعة واوصت بطباعة رسالته الجامعية] …ما ورد متوقع لكن هل هناك ما يؤيده؟ هل طبعتها الجامعة؟ هل حصلتَ على نسخة منها؟ هل تابعتَ موضوع طباعتها مع الجامعة بعد ان عدتَ الى العراق؟ هل طلب الاطلاع عليها أحد زملائك في كلية الآداب والعلوم /جامعة بغداد او في المجمع العلمي العراقي او من يحضرون معك المجالس العلمية؟ هل تواصلتَ مع الجامعة بعد عودتك للعراق؟ والأستاذ الكاتب يصف علاقته معك بالمعايشة وانه شاهد مخطوطة في مكتبتك…السؤال له ولمن قال انه زارك في بيتك وهو: هل شاهد شهاداتك واوسمة تكريمك الامريكية معلقة على جدران مكتبتك او غرفة الضيوف في بيتك او دفعته المحبة والصداقة والمعايشة ان يسألك عنها ولو للتوثيق؟
جوابي على السؤال الأخير هو: كلا وإلا لكان كل واحد منهم تصور معها ونشرها واطنب في وصفها وصَّدَعَ الرؤوس في وصفها والكتابة عنها.
شخصياً أستطيع ان أتصور ان دراستك/ اطروحتك استاذي الكريم علي الوردي عن ابن خلدون أعْجبتْ اللجنة المشرفة ولا استبعد انها منحتك الشهادة بامتياز ولا استبعد الاحتفاء بك لكونك ربما قدمت شيء جديد او تحليل جيد لنظرية بن خلدون ونقلتها كما فَهِمَ الحضور واللجنة المشرفة الى مجتمع اليوم وهي التي كانت منذ ستة قرون او ربما كنت اول طالب عربي مسلم يتطرق لموضوع ابن خلدون بإجادة وربما هي المرة الأولى التي تُطرح فيها نظرية بن خلدون في جامعة تكساس ولا اشكك ابداً في إنك ابهرت الحضور لكن المستغرب هو لماذا لا توجد إشارة الى انك تحتفظ بما ناقشت به اللجنة؟ ولماذا لم يتقدم أستاذ او طالب عراقي او عربي لمناقشة هذه الاطروحة وترجمتها وبالذات طلبة الدراسات العليا؟ ولا اعرف هل تم مناقشة “نظرية ابن خلدون في دراسات وأطاريح أخرى بعد الوردي في جامعة تكساس او جامعات أمريكية أخرى او غربية او شرقية او عربية وأشاروا الى ما أنجزته انت قبلهم؟ لأن ما قدمته كما يبدو مثير وإعجاب اللجنة المشرفة والقسم والجامعة به أكيد يدفع أحد الأساتذة لتكليف طالب دكتوراه اخر لمناقشتها وتقديم رأي بها او بأبن خلدون ونظريته. يُقال ان أطروحتك استاذي الفاضل كانت ب(500) صفحة وقيل ان هناك من ترجم منها (300) صفحة بعد العام 2015 أي بعد مناقشتك لها ب (أكثر من 65 عام) وبعد وفاتك بأكثر من (20) عام!!!!
وعندي أسئلة أخرى استاذي الفاضل وهي:
1ـ لماذا لم تتكرم على الدارسين العراقيين والعرب والمكتبة العراقية والعربية بترجمة أي كتاب من كتب او بحوث او دراسات علماء الاجتماع الذين اقتبست منهم ودَّعَمْتَ ما كتبت بآرائهم ومنهم عالم الاجتماع رئيس لجنة المناقشة او عالم الاجتماع رئيس القسم الذي كلفك القاء محاضرة نيويورك وانت تعرف حاجة المكتبة العراقية والعربية لذلك وانت تعرف بل عانيت كما تقول من شح المصادر في المكتبة العراقية؟ وقد ذكرتَ ذلك في كراستك الأولى: [شخصية الفرد العراقي] /1951 ص8 حيث كتبت التالي: [ولقد كابدت في سبيل إعدادها آلاماً لا يستهان بها إذ لم أجد في طريقي الذي حاولت السير فيه علامة ترشدني وكأني بذلك اشق طريقاً جديداً لم تطُأه قدم من قبل] انتهى
2ـ ألم تحفزك حيرتك ومكابدتك تلك لتخصيص بعض وقتك لترجمة كتب علم الاجتماع التي كانت امامك في دراستك في تكساس؟
3ـ كذلك لا اعرف هل جلبت معك عند عودتك للعراق مجموعة من كتب علم الاجتماع ومنها رسالتك للماجستير واطروحتك للدكتوراه وانت العائد بالباخرة ولم تشغل وسائط النقل موضوع الأوزان وقتها؟
هذه أسئلة تمنيت ان أجد لها عندك أيها العالم الجليل إشارة ولو بكلمة واحدة…والشيء الاخر الذي اثارني ويثيرني هو إني لم اقرأ لك أو لمن كتب عنك من الذين أطْلق عليهم “محبيك” أي ذكر أو إشارة الى اسم او نِتاج أي زميل من زملائك في دراسة البكالوريوس في الجامعة الامريكية في بيروت او الماجستير او الدكتوراه في تكساس سواء من العراقيين او العرب او الأمريكان او البريطانيين او من أي جنسيات أخرى او حتى مَنْ رافقك من زملائك في نفس البعثة الى الولايات المتحدة الامريكية ولم اقرأ أن هناك أحدهم ذكرك وذكر نشاطك في بيروت او تكساس… لقد نَقَلَ لنا محبيك قصص كثيرة عنك ومنها قصة الغناء في الحمام التي تطرقتُ لها في السابقة. وقصة مفتاح نيويورك وشهادة مواطن شرف امريكي والقاءك محاضرة قيمة هناك ولم ينقلوا عن نشاطاتك العلمية والاجتماعية هناك…السبب لهذا السؤال هو ما منشور عن تكريم حاكم نيويورك وتكريم حاكم تكساس وجامعة تكساس ذلك التكريم الذي ربما لم يفلح أي طالب عربي او غير عربي في تلك الفترة في الحصول عليه حيث مثل هذا التفرد يدفع للإعجاب والفخر وحتى “”الحسد”” ونحن نعرف ان هذه الأمور “تتقاذفها”/تتناقلها الألسن لمسافات بعيدة ولسنوات طويلة.
اعتذر على/عن كل هذه الأسئلة وانا اُقدر لك السماح بها في ظرف حرج مثل الذي تمر به ولو أتوقع انت في مكان مريح وخلاب وتعيش الوقت بهناء بعيداً عن مشاكل المجتمع الذي لا اريد ان أفسد عليك بهاء إقامتك بوصفي له او ما يجري وجرى فيه بعد رحيلك الى العالم الآخر والذي لا يلتقي مع اغلب طروحاتك التي وردت في كتبك مع ان اغلب محبيك عادوا لكتبك لينقلوا منها مقاطع وأقوال يُقَدِمون لها ب ” صدق الوردي حين قال…” وهم يلمسون فشل ديمقراطيتك وفشل انحسار الطائفية وفشل هزيمة وعاظ السلاطين وفشل عزوف الشباب عن التدين… وأود أن أخبرك عن كثرة الندوات التي تقام وأقيمت حول قال الوردي وكتب الوردي وصدق الوردي.
الى اللقاء في رسالة أخرى مع وعد بالرد على عتبك المتكرر وآخره ما ورد في رسالتك الصوتية على الواتساب التي أرسلتها قبل أيام أي في يوم 16.10.2021 لأني لم انقل لك ما كتبه عنك ونشره اصدقائك الاخرين في كتب ومقالات أخرى…أعدكَ بالتطرق الى ذلك في القادمات
………………………….
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم