مدونةُ الريح
قبلَ نيـِّـفٍ وعشرينَ عامْ.
التقيتُ وجهَكَ الأسيفَ
صدفةً
في باحةِ السجنِ
تجرُّ خطوَكَ الوئيدَ
صوبَ دكةٍ في الظلْ.
صلدةٌ حجارةُ السُّورِ الذي
يمتدُّ حتى آخرِ الغيمِ
وينحني كحدوةِ الحصانِ
حولَ عمرِكَ الغضِّ
أغاضني سكوتُكَ المملُ
وكيفَ ما تروغُ
اصطلي أوارَكَ العجيبَ
مكرهاً أفضيتَ بي
لسرِكَ الدَّفيـنِ
في المساءِ قلت لي:
( أوزعُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ
وأحسو قراحَ الماءِ والماءُ باردُ )
وسألتني لمّا انتخينا نقتفي
وجعَ العراقِ لأيِّ سرٍّ
في الغروبِ توضأتْ
بالنَّارِ أعرافُ المآذنِ
والصواريخُ البعيدةُ
أقلعتْ للتَّوِ من قاعِ المحيطِ
تجيءُ دفقاً مثلما الموتُ الزؤامِ
يدكُ أوروكَ القديمةَ
والسَّماءُ دماً تنزُّ
يسيلُ فوقَ الواجهاتِ
وتحتَ أحجارِ المتاريسِ
القميئةِ
ساحة ُ الطَّيرانِ خالية ٌ
سوى بعضِ الجنودِ
وخطوِنا الغاوي ممارسةِ الجُّنونِ
وكنتَ مثلي مرتينِ
أضلَ خطوُكَ حكمةَ العقلاءِ
في ليلِ المتاهةِ