لا لستُ أعنيك:
القصيدة وليدة الحدث لمن يعنيه الأمر..
تبـقى توَلْوِلُ قربَ الكيـدِ أمْ ماذا
قـلْ لي أتظفرُ رغمَ الكرهِ يا هـذا
قل لي رجوتـكَ إكراما لمنـزلةٍ
في مقلتيها ينـام الصدقُ نفّاذا
إنّ الذي يركـبُ الأحقـادَ منتقـما
دعــهُ فانـّه منــذ البــدء شـحّاذا
قد يعتـلي رتَبـا بالمكـر يبلغُــها
أو يدّعـي كذِبـا بالفخـرِ أستاذا
مهـلا فسـعيهُ لا يبــقي لظامـئة
ولا يصير الرجـا للمـرء إنقــاذا
مهــما تواعَــد بالإيــذاء طالـعُه
لا لن تعيدَ النهى للفوز مَن آذى
لا لسـتُ أعنيـك إنّـي لا اردّدهـا
ما جئـتُ اقصـدُ أكبــادا وأفـذاذا
فللمهانـةِ حكـرٌ كيفــما اختلـفتْ
تـأتي لمَـن بـاع أوطـانا وأفـلاذا
غـدا أناهـزُ نفسي عـلّها سكنتْ
قربَ المودّة لا بالقـربِ مَن لاذا
فديـدن الحـبّ لا يخشى لعاقــبةٍ
ومعقـلُ الجود لا يُرضـيكَ أخّـاذا
ينآى الحنينُ لمن بالغدر تعرفهم
والقلب ينبض دفـئا للّـذي عـاذا
غـدا سنعبرُ رغـم الجرح أوديـةً
وننثــرُ الـصـبَّ إعصـارا ورذّاذا
والشامتون على الأهواء قصّتهم
يبقـون كالدهــرِ أهــوالا وشُـذاذا
مهما تصنّع من زيفٍ ومن كذبٍ
تلقـاه يركن طـول الوقـت بـذّاذا
والحرّ يدرك ما بالصبر من وجعٍ
لن يولـدَ الطيبُ أحجارا وفولاذا
ولن يبوحَ الندى للناس معذرة
ولن يهلهلَ بعدَ الرفدِ مَن قاذى
إيّاك تعلنُ يومَ الشوق عن ولهٍ
أو أنْ تقولَ أتاكَ السـعدُ هذّاذا
إيّـاك تنهــرُ قلبـا كنـتَ تقصـده
وتوقفُ الودّ عمـدا للذي حاذى
تبقى تولوْلُ أم تسعى لمعتركٍ
أم تكتوي طمَعا بالحقـدِ أم ماذا
هانوفر/٢٠٢٠
الهوامش
الأفلاذ – الكنوز
عاذَ – لجئ
بذّاذ – رث الهيئة
قاذى – كافأ
هذّاذا – مسرع