أنادي عيوني
أعاتب دمعي :
كفى نظرا للمرايا التي ألِفتْ وجهَها
كل هذي السنين الطوال
أقول لكَـفّي وأرجف :
كفى عبَـثا في الخزانةْ
فمازال عطر المليسيا
يحنّ إليها حنين الغريب الى ألفةٍ
الى وجهها الذي فرّ كالطيرِ حين يأنس طلعتها
كالجناحِ من الخوف حين يأمن في عشّهِ
حين قالت وداعا وفرّتْ
كأحلامنا الضائعة
وخيباتنا الشائعة
وذاك الشمعدان يذوي بلا شمعةٍ تحتويهْ
وتلك مخدّتها لا تنام
معبأةً أرَقاً مستدام
تلك أثوابها فقدتْ لونها
أنهكتني أزاهيرها في القماشْ
تريد رحيقا شميما
وعطراً يشذّب أحزانها
يا لشمسي التي رحلت غيلةً
وهل تهرم الشمس عند الممات ؟
وذا خيطها الضوء يبزغ رغم السبات
يجدد فيَّ الحياة الزؤام .
” ضاع السوارُ وفصّ عقدي
وبـقـيـتُ فـي بغـداد وحْــدي
كــانــت صديــقـة خافِــقِــي
أدراج مُــرتَــفَـعي ومجْــدي
ما ضـرّ لـو مُـتْــنـا مَـــعـــاً
إلْـفـان واشْــتَـركـا بِــلِـحْـــدِ
وحدي أيؤنسنـي الأســـى ؟
عُـمرٌ بفقدكِ كيف يــجدي ”
جواد غلوم