امرأة من صفصاف
____________________
الليل المُكبل
بإغواء صوتها
يسقطني في جوف الجب
يأخذني السحر في لحاظها
أستلقي حالماً على عشب التأني
أطالعُ حسنها اليانع…..
حصيفةً،مقارعة،شَرِسة
مثل قناع الموت
عيناها الخزفيتان المبللتان
سقطت في قلبي
مثل صقيع متغلغل في قلب الشجر..
أراها في الأزقة.. خلف الشرفات
من خلفها الضوء السحري الاخضر …..
كما في الحانات
تعكس شعاعه كما يعكس سطح النهر الساكن وجه القمر
امرأة من صفصاف
ملامحها قصيدة المروج…
من بين وجوه كثيرة
بقيَ مترنحاً في الذاكرة
يزيح كل الوجوه من المرافيء
اقتطف من نسيم الخجل أوراق الملامح المبللة
اندسُّ بين أحلامها ولا انام
النجمات ارتجفتُ لها ولهاً
مثل نسمةٍ مرت على كل المروج
في كل مساء
يتساقط غيث السهرة
ولهاث الساعة
يرسم في كل زاويةٍ
الحب الذي إغتال المراثي
يعزف بأناملهِ المتعبة
على نوتات جسدها
لحظةٍ يولد ذلك الميلُ
والبحرُ بأحداقها يغفو
لهُ رائحةٌ آسرةٌ
بعد لقاء العاشقين
أُلَمْلِمُ نبضاتي تحت شفرات السكون
وأنا أتلمس تلك الشفاه
كؤوس النبيذ
امضي خلفها
وكأنها حرفي الملتاع
يتكرر في كل قصيدة
تطوف حولي كفراشة ….
يتدلى شعرها الطويل
أحمُلها كغيمةِ عاشقٍ في غابة البلوط
زهر النجوم على البحر
ترتقب
تنسجُ هالة تحيط بي
ارتجفت ايامي
سقطت الأوراق الغريبة
على نسيجِ نومي
لتعري غصناً..
في رأسي تندس الأكف
َمَكثتُ أغني طوال الليل
سرب من الفراشات يتراقص
في فمي
الحوارُ همس في الليل الطويل
والأيقاع يأتِ
برعشة الجسد النحيل
هدى ثامر جهاد