كوثر العقباني
نتخطى عجلة الحاضر
لربما نفلح في رتق ما يوفر
الأمن لنفوسنا المنهكة
كأن نعالج الصدأ بمسحة زيت
زيت نعصره من قلوب مزقها الموت
مزقتها الغربة وكم كبير من الضغائن المحتجبة
نتخطى عجلة الواقع
رغم أنها تدهسنا كفئران لاقيمة لنا
فنمهد شوارع أجسادنا بمساحيق مغشوشة
تتناثر كالغبار بأول اهتزاز
ترى كيف سنؤثث مابقي
من جمادات
كيف سينطق الحجر فينا
بعد أن خضع لكل هذا الانجماد
كيف ستعيد الذاكرة فيه ما انبرى قهرا
وتتجمل برسومات يحركها الخيال
كلما حاكى لون الهزيمة
الهزائم شعار هذه البلاد
المفصومة…
هذه البلاد التي كسرت شوكة الضمير فينا
لتعلي رايات الندم
الندم الذي أرهق مفاصل الوجود
وكسر أصول الإنسانية ببراعة شيطان
شياطيننا تهلل لعذابنا
كلما واتتها فرصة القفز على حبال العدم
كلما أغواها شبح الحرب ببذائة ألفاظ
ترددها كعابري ضمير
لا نعي معنى البقاء
لا نعي معنى اتساع الكون
ورحابة الممكن
فكيف سندين الموت
ان كنا من نهديه الأمان
ان كنا من نهديه اسباب الخلود
كيف سندين الموت
ان ركعنا لآلهة التمر المنهوب من خاصرة الزمان
كيف سندين جلادنا
ان كنا من وهبناه اسباب حرية اختيار من يحيا
ومن يموت؟