إلى جدِّنا كلكامش (الخالد)!
مع التحيّة
بشار ساجت
أ كنتَ – حقاً- تبحثُ عن الخلودِ؟
عن الاستمرار في هذه اللّعبةِ البلهاء.
عن الحياة؛
أم أنَّ حياتكَ كانَ لها شكلٌ آخرُ؟
شكلٌ يختلفُ عمّا نرتكبُه اليومَ؟
ومهما يكن من أمر، أيّها الجدّ الخالد!
إنَ بنيك – اليومَ – يبحثونَ عن الموت،
والموتُ نفسُه يبحثُ عنهم!
يمدُّ يديه في كلِّ صوب.
فينتشلهم انتشالًا!
أيّها الخالد:
نحن نموتُ في كلِّ حين:
نموتُ جوعاً
نموتُ بخطأ طبّي
نموتُ دفاعاً عن الزعيمِ.
أيّها الجدّ
لدينا زُعَماءُ كُثارٌ، كُبَراءُ وكِبار
ندافعُ عنهم!
ونحن نعلمُ أنَّ ذلك من الكبائر!
أمّا القتلُ فقد اعتدناه، بل صارَ حدثًا من يومياتِنا الكَدرة!
يَقتلُنا الحاكمُ، واللّصُ وشيخُ العشيرةِ، وأيدينا!
نعم طالما قتلْنا بعضَنا
أو قد تقتلُنا طائشةٌ في عرسٍ أو جنازةٍ
أيّها الجدّ أحقًا كنتَ أنتَ من الخالدين!
أتحبُّ الخلود؟!
لا معنى للخلودِ حينَ تكونُ الحياةُ كحياتنا اليوم،
ماذا عن الربِّ؟ أكنتَ تبحثُ عنه أيضًا، أم كنتَ ترى نفسَك ربًا عادلاً
لا تعجبْ فلدينا اليوم أربابٌ كُثار، كُبَراءُ وكِبار!
نُطيعُهم، نَتّبعُهم حين يُفسدونَ، وحين يُفسدون.
نَعبدهم، ونعلّق بهم الآمال، ولا أمل!
ولكنَّهم -يا جدّنا- أربابٌ حمقى !
مهلاً؛ أعتذرُ
هم الأربابُ،
ونحنُ الحَمقى.