عبد العزيز الحيدر
لا لنْ أفتحَ هذه الرسالةَ
سأقاومُ هذا الفيضانَ
القادمِ من فوق رأسيّ
من تحتي
من داخلي
من المحيطَ اللزجِ…الخانقِ…المحتقرِ
لن أمزقَ بعد ألان ورقاً
بهدوءٍ كاملٍ
أطويها
الواحدةُ فوقَّ الأخرى
أربطُ بعضَ المجاميعَ إلى بعضْ
أدربُ ذاكرتي
على محو الخطواتِ
من ورائي
رمالٌ حارقةٌ
وسماءٌ حارقةٌ
تشنجاتٌ في الصدرِ
بقايا بكاءٍ لمْ أبحْ بهِ
ثمَ حينَّ نجلسُ ذاتَ مرةٍ
أمسك بيدك
أقولُ لكِ لقد قرأتُها جميعاً
لتطمئني
أنا أجيدُ الكذبَ ببراعةٍ
كما عهد تنيّ
تجدينَّ كلَّ شئٍ
منضدْ
حتى قلبيَّ المقسمِ بين الحبيباتِ
وربطاتَ العنقْ
والقمصانِ التي هي اختياركِ الجميلْ