كوثر العقباني
كئيبة هذه المساءات
صفراء شاحبة كوجوه المارة القلائل
كهذا المطر العبثي
وأصوات قطراته المشتتة
كعبثية الحياة
كجواربي المهترئة
وكفوفي الممزقة
كسائل الجلي المنتهى الصلاحية
واكوام الصحون المكدسة في حوض الغسيل
كرتابة الوقت واندحار الصبر
كسؤال الابناء الملّح عن موعد الخروج
عن وجبة طعام تسند جوعهم
عن حلوياتهم المفضلة
كإجابات الأمهات الملبدة بالانين
كحال البلاد الغارقة بالوباء
كتكتم الحكومة الدائم عن الحقيقة
واعلامها الدائم التخبط والدهشة
كغضب الأرض
واهتزازاتها المتكررة رعبا
كتندرنا الدائم من قادم لانعرف مايخبئ
كتجمعات الجياع على افران الخبز
وأبواب المعونات اللامعينة
كرفضنا للموت جوعا
رغم تربص الموت لنا في كل زوايا الوجود
كهزيمتتا أمام الله
وانتصارنا الكافر
كصراخ الحنين اللايهدأ
كغربة الموج في هياجانات دمتا
كاصطكاك ضلوعي ، في كل اتصال هاتفي
ك أحلامي التي لاتعرف طعم النوم
وكنومي المتقطع فزعا
كأقتناصي لاي فرصة للعناق وكأنه الأول
والأخير ربما
كبرودة يدي
وارتفاع حرارة دمي
كتشوه فكري وتمرد خيالي
كجموح قلمي
وسواد أوراقي
كهذا الليل البائس
وفراشي المتزعزع
كصلاة لم تعد تجد نفعا
كأنت الحاضر رغم اتساع المسافة
ك ملامحك التي تغويني بالحرائق
كأنا المشتعلة لهفة
والمنطفئة احتراقا
تماما كهذه المسائل الكئيبة..