سامي العامري
هو العمرُ عنــــد العُرْب تكرارُ أيامِ
ومحض ثغاءٍ مــــــن أناسٍ كأنعام
ومَن ظــنَّ شيئاً جَدَّ في واحة الرؤى
فقد لاكهُ مــِـــــــــــن قبلنا حشدُ أقوام
وكل الذي تلقاه في الصـــــبح جِدَّةً
ستلقاه بعد الظــــــــهر مسرحَ إيهامِ
وإنك لو ألقيتَ نــــــــــــظرةَ فاحصٍ
على كل ذا من حظوة (العالَم النامي)
ستُلقي بنفسك من علوِّ ســــــــحابةٍ
وتَفنى مـــــن الخذلان والقهر والسامِ
عبوديةٌ قامت قيامتــــــــــــــــها دماً
على المرأة الهيفاء فــــي موكبٍ دامِ
كذاك علـى الأنهار عامت ضفافُها
بضربٍ من التنكيل ما عاشـه ظامي
نوارســــــــــُـها الجذلى تمدُّ رقابَها
سهاماً وســهم الموت يُرمى بلا رامِ ؟
وحرية الإنســـــــــــان أقسى وقبلها
كرامته عَقدٌ تلاشـــــــــــــــــى بإبرامِ
أثأرٌ مِن النسْـــــــمات تهفو وسعدُها ؟
ومِن مركب الأشـــذاء يُسقى بأنغام ؟
وحتى هلالُ البوح والتوق والســــنى
أتاحوا له مـَـــــــــــــن يستبيه كإكرامِ
فيا كرَمَ البارود من كــــــــــــفِّ حاقدٍ
ويا لمضـــــــــــــــــافاتٍ أتيحتْ لأيتامِ
كأنَّ لإسم الشــــــــــــــــرق ألفَ دلالةٍ
وها شَرَقَتْ أفواهُ شرْقٍ بإطـــــــــــعامِ
أو الضدَّ حيث القِرشُ في البحر كاسرٌ
وفي البَر يبني العُرْبُ دنيــــــــا بإجرامِ
فواحدهم جانٍ ويختال ضــــــــــــاحكاً
يقال: يرى الأوراد مــــن خلف أكمامِ !
ويـــــــــدعو رُقيَّاً فاضحاتِ انحطاطهِ
وأين الوضاعةُ مـــــن تَرافُلِ أجرامِ ؟
ويحسب فيضَ الوجد نوبــــــاتِ علةٍ
وأن قِوى النجوى دعاياتُ إعـــــــلامِ !
ــــــــــ
شَرَقَ : غَصَّ
القرش : لفظ الشرق معكوساً