ثامر سعيد
لم أفكر مثلكَ يوماً أيّها العاشقُ البَلخي
أن أكتبَ أغنيةً
تأخذني إلى الشمسِ
على موجةٍ طائشةٍ .
أو أرتق شقوقَ الروحِ
في قصيدةٍ سأكتبُها إلى الله
عن نجمةٍ ,
كلّما ابتسمتْ , جرّدتِ الليلَ
من ملابسهِ الداخلية .
الجميلُ في زمانِنا لا يجذبُ الجميلَ
كما كنتَ تدّعي
والشعراءُ مثلي ..
أيّها المحتسي زمناً طويلاً
والمحمومُ بالعشقِ والأسرارِ
أطفالٌ بلا حقائبَ وأيامٍ
يربطونَ قلوبَهم
مثل علبٍ فارغةٍ
بخيوطِ أحلامِهم
يتسكعونَ على أرصفةِ الخيباتِ
فيهتكونَ وقارَ الكونِ
بجلَبةٍ لا تنتهي .
ليسَ كلّ ما تبحثُ عنه
يبحثُ عنك يا مولانا ,
الوطنُ زوجةُ أبٍ نكدةٍ
النساءُ دواراتُ رياحٍ
الحكوماتُ أفعالٌ معتلّةٌ
تلاحقها أدواتُ الجزمِ
لكنّها تُعطبُ اللغةَ
كي تحفظَ غبطتَها في الإعراب .
الأملُ ليس يقيناً واضحاً
ولا هو وهمٌ أكيدٌ
والتي يجفُّ ريقُها
حينَ تقولُ : حبيبي
قد تودعكَ مع أولِ سيارةِ أجرةٍ
إذا نسيتَ مظلتَكَ
خلالَ عتابٍ ممطرٍ .
الزمانُ لم يعد مكاناً سائلاً
مثلما أخبرنا بحرُ الحقائقِ
ولا المكانُ زمانٌ جامدٌ .
لا الجارُ قبل الدارِ
ولا الصديقُ وقت الضيقِ
فكيفَ تعاتبُ قميصاً تلطخَ بالدمِ
دون أن تنظرَ إلى عنقٍ مقطوع ؟
ولا ندري ..
هل القنديلُ الذي يشعُّ في أفقِنا
قاطعُ طريقٍ
أم دليلٌ للنجومِ الشائهةِ ؟
نايُكَ الذي يحنُّ إلى أجمَتهِ
تلك التي تحولتْ إلى مطمَرٍ
لنفاياتِ الحروبِ
مازالَ يطوقني كحزامٍ ناسفٍ
فأتشظى ورداً على قارعةِ الكلامِ .
It’s not good bye
هذا ما أخبرتني به مادونا
المغنيةُ النباتيةُ من برجِ الأسدِ
حين شقّتْ قميصي
لتغرسَ في صدري قصيدتَكَ
المتوهجةَ كروحكِ الهائمة
( إنه ليس وداعاً )
فالتفاصيلُ البسيطةُ في العشقِ
شياطينٌ تتلمظُ
وحتى نلتقي في خلوةٍ قابلة
من يضمنُ للقلب أن لا يُعطب ؟
أيّها الفرجالُ الهابطُ من غيمِ
الوجدِ
طالما حاولتُ أن أكونَ مثلكَ
أضعُ قدماُ في قلبِ الحقيقةِ
وأمسحُ بالأخرى تخومَ الوجودِ ,
أتمرغُ في ضوءِ العشقِ
حتى تسجدَ للقطافِ سنابلي ,
أغني للأغصانِ بالحفيفِ
وبالخريرِ للجداولِ
لعلّها تدركُ أنَّ الوقتَ ينزفُ وقتاً
قبل أن تنسجَ الحمائمُ أعشاشَها .
لكن ..
من يرفعُ تلك الصخرةَ
عن زهرةِ قلبي ؟