ثناء أحمد
وطني ..
صَرخةٌ مَكتُومةُ الجَرس
إيقاعٌ خَجولٌ مِنْ نَاي الفَم والدَّم
مِحبرةٌ مَغموسةٌ بنَكهَةِ الوَجَع
غَيبوبةٌ مُثقلةُ المَواجِع
قَمراً تَطأهُ الأَحذِيةُ بِلا بَوح
وطني ..
يَغفُو فِي دَمِي
يُقامرنِي بالخبزِ وَ الرَّعشةِ والغُربَة
يُقايض لهفَتي باستهزاءٍ صَدِئ
يُطاولُ سنديانَ المروءاتِ بالعُشب..
يُلوُّن كَفَّ البَراءةِ بحنَّةٍ فاسِدة
وطني ..
مازالَ السُّؤال .. لمَاذا ؟
العَدل مُقنَع بالفَتوى والوَصَايا ..
مُلطخٌ بالمَساحِيق ؟؟
لِمَ اللَّيالي حَادةُ المَخالِب ؟!
لِمَ النَّهارُ يَزهو ببلغمِ الحُقد ؟!
وطني
حَبذَا عهدُ الجَاهليةِ وَالبَسُوس
عِندَما النَّاسوتُ يفقدُ العُذرِية
عِندمَا تُضيِّعُ الشَّمسُ الانتِمَاء
عِندمَا تَغيبُ تويجاتُ شقائقِ النُّعمان
عِندمَا يُهللُ اللَّبلابُ الطُّفيلِي
عِندمَا يَنتحبُ السِّنديان و السَّرو المُعرَّى
ويَشهقُ الجُوري الدِّمشقي
وطني..
العَويلُ أبكمٌ في مُستنقعٍ فقيرٍ بالاينَاس
المناديلُ تلوحُ بكبرياءٍ مُهشَّم
الأَناشيدُ مَكظومةٌ مُختنقةٌ بالأَسئلَة..
الأَسئلةُ مُتخمةٌ وَالدَّنانُ بَخيلَة
وَمازلنَا نَحثو عِند مَقابرٍ يَلفها الدُّخان ..
نَستندُ عَلى عُكازِ الأَمَل
بأطرافٍ اصطناعيَّة و النَّشيجُ مُتصَاعِد
وَطنِي ..
مَتى تَجرفُ الوحلَ المُحاطَ بالقُصور ؟؟
لتتَجَلى كسماءٍ بلا وَجَع وظلٍّ بلا جُرُوح
وَأضَلاعٍ بلا ثُقوب ..
مَتى تُمزقُ شِراع التَّمني بانتصَارِ النَّهار ؟
وَطَني
مَتَى تَغفو بَعيدَاً عَن زَعرَدةِ السِّيَاط ؟؟
عن رُكامِ الجَلِيد ؟عَن صَرِيرِ السُّؤَالات؟
مَتَى تَملأُ جِرارَ قَافِلَتِكَ قَمحَاً وَثمَراً؟
وَطنِي ..
متَى تُشفَى قُروحُ الضَّمِير؟؟
فتَفقأَ التَّارِيخَ بصَحوةٍ مَلائكِيَّة ..
وَتَغتالَ العَتمَةَ ..بزُرقَةِ الضَّوء
مَتَى تُمشطُ حُنجُرَتَكَ مِنْ غُبارِ الجَهْل.
مَتَى ؟؟!!