ما بين الحكومات الديمقراطية والدكتاتورية خطوة، وثمن هذه الخطوة قد تكون أنهار من الدم.
والأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط، وطغاتها، لهم إبداعاتهم في هذا المجال، لهم خصوصيات يتجاوزون فيها على معظم دكتاتوريات العالم، منها: الخلط المرعب بين الجهالة والخباثة، بين اللذة في الإجرام والجبن، ويتبعها الانحطاط الثقافي، المؤدية إلى فرض منهجية فاسدة، كتفضيل الذات على الأمة، العائلة على الطائفة، الطائفة على الشعب. والسلطات المحتلة لكوردستان أبشعهم، من خلال محاولات الاستمرار في الهيمنة، عن طريق نقل الصراع بين سلطتهم والأمة الكوردية، إلى الصراع بين شعوبهم والشعب الكوردي، ومن ثم يقدمون ذواتهم كحماة للشعوب البريئة من أستدادهم وجرائمهم.
طغاة الشرق يتلاعبون بمفاهيم المجتمع، وينشرون الأكاذيب بدون قيود أو دراسة، ولا يهمهم فيما إذا كانت بينة للشعب أم لا. ولا يخفى عن القراء الأسماء التي سودت صفحات تاريخ شرقنا، وأغرقت شعوبنا في الكوارث، ومن المؤلم أنه لم تخلى جغرافية في شرقنا، ولا مرحلة من مراحل التاريخ عنهم، وأبشع الوجوه هي التي تلت مرحلة الاستعمار وحتى اللحظة، وأدت إلى ما نحن فيه من الكوارث.
سنأتي على مثالين:
1- انتقدت تركيا وإيران ما جرى في واشنطن، ويذكرون أنه تم انتهاك القيم الديمقراطية!
يتناسون أن إدارة أردوغان وحكومة الملالي يقطعون وسائل التواصل الاجتماعي عن الشعب، ويفرضون شروطهم على المواقع. أما في أمريكا فإدارات المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي هي التي قطعت عن الرئيس خدماتها وفرضت شروطها على مستخدمي إدارة البيت الأبيض.
2- سألت الصحفية الأمريكية المعروفة باربره والتر حافظ أسد: يقال إنك دكتاتور، ولا مجال للديمقراطية في سوريا، فبماذا ترد؟ رد: نحن في سوريا نمارس الديمقراطية أكثر من أمريكا، وخير أثبات على ذلك، سوريا يحكمها سبعة أحزاب، يمثلون الجبهة الوطنية. علما أن أمريكا يسيطر عليها حزبين يتبادلون الحكم بين بعضهم.
بشاعة المفاهيم والتلاعب بثقافة الأمة، وفظاعة خداع الشعب، ونشر الأكاذيب إلى درجة أصبح الطغاة يصدقون ذاتهم!
فأين تنتهك الديمقراطية؟ وكيف تطمس الحقوق؟ ويتم التلاعب بثقافة الشعوب؟
شعوبنا تحتاج إلى ثورات وثورات، المسيرة طويلة، والحرية ليست رخيصة.
ما شهده شرقنا ليست سوى بداية طريق شاق وطويل.
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا