صبري يوسف:
مَنْ أنتِ، كيف تلخِّصين أسماء غريب، الطّفلة، الشّابة، الأديبة، الشَّاعرة، المترجمة، النّاقدة، المفكِّرة، التّشكيليّة، مبدعة في فضاء مفتوح على كلِّ ما هو رهيف وتصبُّ في مروج السَّلام بأبهى صوره وتجلِّياته؟
*
د. أسماء غريب:
أسماء إنسانة بسيطة جدّاً، وصبورة جدّاً جدّاً. لا أحبّ الظّلم أبداً. وأبتعد تماماً عن كلّ شيء يُمكنه أن يجلب لي الحزن أو التّعاسة. اختياراتي في الحياة أقوم بها من وحي تربيتي وميلي إلى السّلام الرّوحيّ، ولأجل هذا انعزلتُ عن النّاس منذ يفاعتي لأحافظ على نقائي، لا أحبّ الاقتراب من الحروب الدّاخليّة المشتعلة في قلوب الآخرين، وأسعى دائماً إلى أن أقي نفسي من جهل النّاس وحقدهم.
وجدتُ سعادتي في الحرف عبر الكتابة بعيداً عن كلّ ترّهات الأدباء وغيرهم ممّن يدّعي الإبداع. ومازال قلبي حابلاً بالمشاريع والأحلام، ومازالت شهيّتي مفتوحة على أوسع آفاق الألق والنّقاء، مازلت أريد أن أترجم المزيد وبعيداً عن تجارب التَّرجمات السّابقة، بل مازلتُ أريد أن أكتب في النّقد الكثير، بعد أن تعمّقت تجربتي أكثر فأكثر. لأنّ أجمل التَّجارب برأيي هي تلك الَّتي تُخاض في سنّ النّضج، أي بعد الأربعين وما فوق، أعتقد أنّه تنتظرني ولادات جديدة في مجال الكتابة، ومازال الخير في الطّريق إليّ ضاحكاً باسماً بكلّ ما في الرّوح من نشاط وحيويّة وعنفوان.
///
صبري يوسف:
كيف تنظرينَ إلى جغرافيّة الكون، الكائنات، الطّبيعة، علاقة الكائن الحي مع الطّبيعة ومع الحياة؟!
*
د. أسماء غريب:
أعتقد أنّني كما كلّ إنسان جزء لا يتجزَّأ من جغرافيّة الكون بكلّ ما فيها من طبيعة وكائنات وحياة بشكل عامّ وشامل، أقول هذا لأنّ الإنسان هو صورة مصغّرة للكون الأكبر، وعلاقتُه به هي امتداد لعلاقته بخالق الأكوان كلّها. إنّ كلّ ما هو في المستويات العليا لا بدّ وأن توجدَ له صورة منعكسة على المستويات المتواجدة على الأرض، وكل ما هو في الأعلى لا بدّ وأن يتوافق في صورته مع ما هو في الأسفل والعكس صحيح، ولا بدّ للكلّ أن يتوافق مع الجزء والعكس بالعكس، وهذا يعني أنَّ الجزء متطابق في تركيبته مع الكلّ وهذا هو الشّكل الَّذي به تمّ تصميم الكون بكلّ أبعاده المتعدّدة، والّذي ما هو سوى تجسّدٍ للوعي الإلهي الّذي من خلاله يمكنُ للإنسان أيضاً أن يجسّدَ وعيَه بنفس الدّرجة والقوّة ويُصبحَ خالقاً كما الذّات العظيمة الّتي منها انحدر وانبثق. وأعتقدُ أنّ الإنسانَ بمجرّد توصّله إلى هذه الحقيقة فإنّه يُمكنه أن يستعيدَ ثقتَه بنفسه ويُصبحَ أكثر قدرة على تفعيل الكثير من القوى والكفاءات بداخله، ليكتشف بحقّ لماذا سجدتْ لهُ الملائكة وهو في حضرة الملأ الأعلى. كلّ ما في الكون خُلقَ من أجل سعادة الإنسان، لكنّ هذا الأخير بظُلمه وجهله لم يستوعب جيّداً هذا الدّرس وبدل أن يسعى إلى فهم الكون وكائناته بالمحبّة وإلى تكوين علاقة مودّة وسلام وانسجام مع مَن حوله من ملكوت فإنّه حرق كلّ ما تركه له الأجداد من تعاليم سرّيّة، ونزل إلى أسفلِ سافلين يعيث في الأرض فساداً، فخلخل موازين الكون، وطعن الطّبيعة طعنة الغدر، وتجبّر على مخلوقاتها ولوّثها بالسّموم وأدمى قلبها النّابض بالحروب، ومازال لمْ يستفق بعد، إنّه في غيٍّ بعد غيّ ولا أحد يعلم متى سيتوقّفُ كلّ هذا الجنون.
////
صبري يوسف:
عندما تتوارى بعض التَّدفُّقات الإبداعيّة أثناء الكتابة، هل تستطيعي استرجاع ما توارى عنكِ لاحقاً؟!
*
د. أسماء غريب:
أثناء الكتابة أمسكُ بزمام الحرف جيّداً، وحتّى لا تفلت منّي الأفكار فإنّي أدوّن الرَّئيس منها في مذكّرتي اليوميّة وأدقّق فيه النّظر ثمَّ أستفيض في مناقشته وتناوله ضمن الموضوع الّذي أنا بصدد كتابته سواء كان شعراً أو نقداً أو ترجمةً، لكنّ الأمر يختلفُ تماماً أثناء لحظة ولادة هذه التَّدفّقات وليس أثناء كتابتها لأنّني لا أستطيع خلال تدفّقها أن أستعيد ما قد يتوارى أو يفلت منها، لأنّ هذه الأخيرة غالباً ما تكون عندي هادرة كشلّال يتقدّمُ إلى الأمام أبداً، ولا يعود إلى الخلف بأيّ حال من الأحوال، لذا وإذا كان التَّدفّق يعنيني حقّاً وأثار انتباهي بشكل من الأشكال لفرادته وجِدّته فإنّني أدوّن رؤوس الأقلام منه في ورقة وأضعها على طاولة المكتب إلى أن أعود إليها بعدما تسمح انشغالات اليوم بذلك. لأنّ حياة الكتابة علّمتني أنّ ما كلّ ما يتدفّقُ تجبُ كتابته أو الأخذ به على محمل الجدّ، وللوصول إلى هذه الدّرجة من الوعي لا بدّ للكاتب أن يُصاحبَ عقلَه، ويعرفَ كيف ومتى يُفكّرُ هذا الأخير، وما الّذي يريده حقّاً منه في كلّ لحظة من لحظات اليوم، فلربّما بعض التَّدفّقات هي مجرّد تنفيس ليس إلّا. أمّا التَّدفّقُ الحقّ الّذي يجب الأخذ به والإنصات إليه حقيقة فهو ذاك الّذي ينبع من الرّوح لا من الفكر، وهذا له أوقاته الخاصّة جدّاً، ولا يأتي كلّ يوم، وإنّما يحدث في حالات الصّفاء والوجد، وهو النّوع من التَّدفّق الّذي لا أدعه ينسكبُ دون أن أصغي إليه، وقد يحدث أن أستيقظ من نومي لأدوّنه وأعيد فيما بعد النّظر فيه بصبرٍ وتأمّل لأستوعب رسالته الَّتي غالباً ما تكون على شكل دروس وتعاليم يلقيها الحرفُ البِكر.
////
صبري يوسف:
ماذا يعني لكِ الزّمن، العمر، رحلة الحياة، كيفَ تنظرينَ إلى دقائق الحياة بكلِّ تفاصيلها؟!
*
د. أسماء غريب:
لا أفصلُ في الحياة بين الأزمان والأعمار، ولا أحبّ أن أنظر كثيراً إلى السّاعات الحائطيّة أو اليدويّة، ولا أن تكون أمامي المفكّرة اليوميّة الَّتي فرضها الإنسان علينا من باب مفهومه المغلوط عن الزّمن والحياة، وكثيراً ما أتساءلُ عن سبب كلّ هذا التِّيه، في الوقت الّذي من المفروض أن أكون أنا الزّمن، وأنا من أقرّر ما الّذي أريد أن أفعله به، أو أين أقضيه؟! صحيح أنّ الحياة في عُرف العديد من النَّاس مواعيد وأوقات وأيّام وشهور وسنين وشواغل لا حصر لها، لكنّها في عرفي مفهوم لا بداية له ولا نهاية، لأنّ الحياة نفسها لا تنتهي، إنّما هي فقط البرازخُ الّتي تفصل بين واقع وآخر، وبين عالم وآخر. لذا فإنّه لا يُمكنني كإنسان من صنع الله أن يحدّني زمان ولا مكان، فالأزمنة تمضي، والأمكنة تتحوّل، وأبقى بكينونتي الإلهيّة خالدة لا أتغيّر ولا أتبدّل، وهي فقط القوالب والأشكال والمواعين المتبدّلة والمتغيّرة بالموت أو التَّحوّل من حال إلى آخر، لكنّ الجوهر يبقى هو هو، عمرُه من عمر الإله، وحياته من حياته، ولأجل هذا حينما يسألني غيري من حين لآخر: (كيف الحال يا أسماء؟) فإنّي أجيب: (سبحان الـمُتصرِّف في العباد، يُغيِّرُ أحوالَهم ولا يتغيّر، حيٌّ لا يموتُ، وقيُّومٌ لا ينامُ، سبّوح قدّوس ربّي وربّ الملائكة والرّوح).
وعلى هذا الأساس أقول إنّ حياتي مفتوحة على الأبديّة، وروحي فيها متأهّبة لاختبارات وتجارب متعدّدة، ولن تتحقّق لي العودة بشكل نهائي إلّا بعد أن يتحقّق موتي عن كلّ اختبار وتجربة، أي حينما أسمو وأرقى بالشَّكل الّذي يذيبني تماماً في الذّات الكونيّة العظيمة، ويجعلني فاعلة في الكون بطاقتي الخلّاقة الهائلة في فضاء يفيض بالمحبّة والسّلام الإلهيَّيْن. لأجل هذا أكرّر وأقول أنّني مازلت لليوم بذرة لم تتبرعمْ بعد، وكلّ ما أنا فيه مازال لم يخرجني من عتمة الرّحم الكونيّ، إنّني جنين في طور التَّخلّق، ولا يُمكنني أن أدّعي غير هذا، ورحم اللهُ عبداً تَفكَّر فاعتَبَر وعرف قدر نفسه فوقفَ عندهُ.
////
صبري يوسف:
أيُّهما أكثر تأثيراً على البنين، ثقافة الأسرة أم ثقافة الشّارع والأصدقاء والمدارس والجامعات؟!
*
د. أسماء غريب:
اسمح لي أن أغيّر صيغة سؤالك وأقول: أيّهما أكثر تدميراً للبنين، ثقافة الأسرة أم ثقافة الشّارع والأصدقاء والمدارس والجامعات؟!
وجوابي سيكون ما الّذي فعلناه بهذه الآلاف المؤلّفة من الأسَر البشريّة إلى اليوم؟ أينَ هُو الإنسان؟ ماذا فعل به الشّارعُ والمجتمع؟ وماذا فعلت به المدارس والجامعات؟ الدّمار الشّامل أيّها الصّحب والإخوان. اذهبوا إلى المستشفيات واحصوا عدد المرضى النّفسيين، وعدد المرضى بكلّ علّة وداء بما فيها السَّرطانات الَّتي أصبحت تفتك كلّ يوم بالبشر وفي كلّ مكان من الأرض، واذهبوا إلى السّجون وستجدونها مكتظّة بالتّعساء والحزانى ممّن جنى عليهم المجتمع والأسرة والشَّارع والجامعة، وادخلوا إلى البيوت وانظروا إلى الأمّهات التَّعيسات السّجينات وراء الجدران يفنين أعمارهن في الغسيل والكنس والطّبخ، واخرجوا إلى الشَّوارع وانظروا فيها إلى النّاس، واقرأوا ما على صفحات الأوجه من ألم وحزن وضنك عيش وقهر، وحاولوا ولو لمرّة واحدة أن تجرّدوا بعضهُم من مظاهر الخداع، والأصباغ والمساحيق والألبسة الجميلة وسترون كم من الهشاشة داخل كلّ واحد منهم وكم من الخوف والضّعف. إنّه إنسان هذا الزَّمان وكلّ زمان: مازال يحبو في أرض من شوك، ويقول إنّه أدرك السّعادة والجنان. وهو الّذي لم يفلت من أيّ شيء: الدّياناتُ وغسلت وغيّبت عقله، والثّقافاتُ وشوّهت روحه وفكره، والمدارس والجامعات وعطّلت كلّ ذرّة تفكير سليمة بداخله؛ إنّنا في مجتمعات الإنسان الآليّ، والماريونيت الموجّهة عن بعد: التّلفزيون وكبتَ كلّ قدرة على الإبداع والتَّجديد، ثمَّ تبعه بعد ذلك الكمبيوتر، والألعاب الإلكترونيّة، وفي الختام الهواتف الذّكيّة والإنترنيت. أيننا من طاقة الإنسان الأوَّل الَّذي كان يبني الأهرامات والمعابد العظيمة والمدن المعجزة في جبال من صخر، وأخرى بشوارع من ياقوت وزمرّد. انتهى الإنسان، وانتهت علومه الأولى، ولم يبقَ على الأرض سوى آلة لا تنفّذ سوى الأوامر: الأب في الأسرة يأمر وينهي، والرَّئيس في العمل يفعل الشَّيء نفسه، وكذا الرَّئيس في الحزب، والنّاس قطعان تركضُ خلف قطعان، برؤوس محنيّة لا ترفعها عن الهواتف والأجهزة اللّوحيّة، إنّه زمن العبوديّة والاستعباد والاستلاب الفكري بامتياز. ثمّ ماذا غير هذه المصائب الَّتي لا أوّل لها ولا آخر؟ إنّني بتُّ أتفادى الخروج إلى شوارع مدينتي الَّتي يزداد فيها عدد المتشرّدين يوماً بعد يوم، والفقراء في كلّ مكان، والنّاس أصبحوا يكلّمون أنفسهم ولا فرق فيهم بين صاحب جاه ولا فقير حال. والمحلّات التِّجاريّة تعلن عن إفلاسها كلّ يوم وتغلق نشاطاتها بشكل يدعو إلى الأسف والحزن: أينَ أنت ماضٍ أيّها الإنسان؟ ماذا بعد كلّ هذا وقد أصبحتَ تبحثُ عن لقمة يومك في الحاويات؟! هذه هي أوروبا اليوم، وهذا هو العالم في كلّ يوم؟ ما الّذي حدث، وكيف الحال يا ابن آدم؟ إنّك في الدّرك الأسفل من الجحيم، فلا تدّعي غير هذا أيّها الإنسان. وسأظلُّ أسألك كيف الحال؟ إلى أن تستفيق من سباتك وتعود إلى فطرة الأجداد.
////
صبري يوسف:
هل توافقيني الرَّأي أن هناك تقصير كبير في نشر ثقافة السَّلام عبر المناهج الدِّراسيّة في الشّرق والغرب أيضاً عبر كافّة المراحل الدِّراسيّة ابتداءً من المرحلة الابتدائيّة حتّى المرحلة الجامعة وما بعدها؟!
*
نعم، هذا أمر أكيد، وإنّي لأعتقد أنّ التَّقصير قبل أن يكون في المناهج الدّراسيّة فهو موجود بالأساس في تكوين الأساتذة والمعلّمين أنفسهم، فما الّذي سنفعله بتغيير المناهج وتوجيهها نحو ثقافة السّلام دون العمل على تغيير عقليّة ونفسيّة الأستاذ والمعلّم؟! أن تدخلَ إلى قاعة ما وتجدَ فيها المُدرّسَ وهو يلقي درسه عن السّلام، أو عن التَّسامح وكيفيّة العيش في وئام مع النّاس والكون والطّبيعة هذا شيء جميل جدّاً ومثير للبهجة والفرح، لأنّه يعِدُ بتغيير جذريّ ينطلق من الحاضن الثّاني للإنسان؛ المدرسة والجامعة بعد ذلك. لكن ماذا لو تكتشف أنّ ما يقوله المعلّم أو الأستاذ هو مجرّد كلام يلقيه من ورق، في حين أنّ فكره غير ذلك تماماً لأنّه يتعامل بالمحسوبيّة مع تلاميذه ويُميّز بين الغنيّ فيهم والفقير، أو أنّه لا يملك من رهافة الحسّ ولا الرّقيّ في التّفكير شيئاً وكلّما جلست أمامه بادرك بالصّراخ والكلام الفاحش وما إلى ذلك؟! افتحوا أدبيّات المدارس والتَّعليم في العالم العربي واقرأوا ما يصفه الرّوائيُّون من أهوال في هذا الصّدد: من أين يأتي السّلام، والمدارسُ تضجّ بالظّلم والهوان من قمّة الإدارة إلى آخر تلميذ في آخر صفّ؛ إنّها وحشيّة وقسوة ما بعدها قسوة، ابدأوا بالأساتذة، واعرضوهم على المصحّات النّفسيّة، وجدّدوا في عقلياتهم وتربيتهم وإعدادهم، وحسّنوا من مستواهم ووضعهم المعيشي والوظيفيّ قبل أن تسلّموهم مقاليد تدريس وتربية النّشء. لا ينفع مثلاً أن تنتظر من أستاذ مهووسٍ بضرب الأطفال وتعذيبهم أن يكون رجل سلام ويلقي دروساً عن المحبّة والوئام، ولا ينفع أيضاً أن تكون هناك أستاذة تهتمّ بتربية ابن المدير أو ابنة الوزير وتترك ابن الحارس للجحيم: لا سلام في الأفق أيّها الأصحاب، ولا خير فيكم وفي مناهجكم وإن غيّرتموها ما لم تفشوا العدل والخُلق الحميد والنّزاهة والنّبل والشّهامة بين التّلاميذ. لا سلام في الأفق وهناك في العالم أطفال يعيشون في ظروف قاسية داخل قاعات تدريسيّة بدون مقاعد ولا تهوية ولا تدفئة مركزيّة، وإذا أمطرت السّماء بلّلتهم بالماء، لا سلام في الأفق وإن غيّرتم مناهجكم، والشّبان لا يجدون عملاً بعد تخرّجهم من الجامعات يقيهم الفقر والسّؤال. لا سلام في الأفق يا أهل السّلام، وقد تسمّم العِلم، والبئر الّتي يُغرف منها الحرفُ. لا سلام في الأفق أيّها الأصحاب والقلوب قد فرغت من صاحب السّلام، والأرض تنوء تحت ثقل الحروب والمجاعات والأمراض، لن يجدي في شيء تغييركُم للمناهج، فالكلام على الورق كثير، لكن أينهُ التّغييرُ يا أصحاب التّغيير؟!