وفاء عبدالرزاق
ما الَّذي يقولُه اللَّيلُ لصُّبحِ؟
عن أوَّلِ مسكٍ لثغتُ به
حتى لوثة المشيب.
أيتحدَّثُ عن لمعان القهر
في لغزِ النَّحيب؟
ويهمسُ كماءٍ ضالٍ بين الحصى؟
لقد تخلَّى الحلمُ
عن حلُمٍ ينامُ مثل لقيط
يسافرُ من قيدٍ لقيد.
ما الَّذي تحوكهُ الأمنياتُ؟
والأخضرُ موؤدٌ منذ دهر
الوردُ في الشرفةِ،تحرقه الرِّيحُ
أمسّد شقوقَ الحائط
الَّذي بصمتْ أصابعُ أمُّي عليه
بشقائِها والسَّهر اللَّعين
أنزع العروقَ من بقايا أصابع أبي
الَّتي شوَّكها الخبزُ
كان يركض منذ الفجر الأوَّل حتَّى الفجر الأخير
من أجل أن يستحمَ بابتسامتي
وأنا أمضغُ تعبه بعينينِ خجولتين.
سُرقت نجمتاي،
ولم يعد أبي يستحمُ بنهريهما
كنتُ أقرأ عنه في الصّحف
كادحٌ مسجنون بالجوع!!
منذ أن غالبتُ توهُّمي
وسقفي تكسوهُ الثقوب.
ماشاءَ أبي لا ماشاءوا
وما شئتُه قيدَ أغنية
لبراعم بِكرٍ
استدانت منهم الشَّمسُ
بعض وطنٍ لأمنيات الضوء.
القصيدةُ في حنجرتي
عاشقة لأرياقكم
لينابيع ساعةٍ
لم يُرهقها الدوران.
بيَ وجدٌ
يكسرُ ساعات الحوائط
ساعة يدي
ويعيدُ المفقودَ منّي إليّْ
تطهَّروا معي؛
ولنتقاسمْ ما بقي لنا من نقاء
أبسطوا كفَّ الغناء
فقليلٌ من أغنيةِ القلبِ
تهزمُ جيشًا.