يوم المرأة العالمي
في يومها العالمي تنكمش المساحات وتتسع الأمنيات وتضيق المسافات ..
المرأة وجود أزليّ بلا بداية ولا نهاية .
إن المرأة بحكم تكوينها النفسي والاجتماعي تمتلك طاقة كبيرة على العطاء وقدرة هائلة على استيعاب كل ما حولها، لأنها تميزت أولاً بنعمة الأمومة و الإنجاب وتأهلت بفطرتها لأن تكون على استعداد مطلق لتدوير الزوايا وفق مناخاتها المتقلبة بحكمة وروية . إن مثل هذة المعادلة أعطت المرأة خلال التاريخ مكانة غير مشابهة لأي مخلوق من مخلوقات الله، وقد أثبتت كفاءاتها من خلال المعارك التي خاضتها على كافة الجبهات لأجل إثبات الذات والتركيز على أدوارها الكثيرة، فهي التي وفقت ما بين حياتها العامة خارج المنزل وحياتها الخاصة في داخله، فكانت مناضلة ومثابرة لتكون إلى جانب الرجل وقد شهدنا نماذج عديدة لنساء سطرن حضورهن على سدة الكفاح المهني، كما أن المرأة بتركيبتها السيكولوجية تمتلك طاقة على امتصاص الإشكالات والمطبات ببرودة أعصاب أكثر من الرجل وبالتالي فهي أقل انفعالاً حسب الدراسات العالمية النفسية السيكولوجية وهذا الأمر جعلها دوماً المتألقة؛ خاصة بأن هذه القاعدة لا تخلو من بعض الإسقاطات التي تعرقل مسيرتها .
في اليوم العالمي للمرأة وتحت مظلة جائحة ( الكورونا ) لائحة طويلة من البنود التي يفترض التنويه بها، فالمرأة عامة والشرقية خاصة، استطاعت أن توفر البرمجة الوقائية لأسرتها ومجتمعها وهذا نابع من فطرتها بالحس الوقائي العالمي كما أنها ساهمت في صناعة القرار المصيري والاجتماعي وكثيرات من النساء سطرن علامات مضيئة في هذا المجال، أما المرأة الأم فقد كانت منذ الأزل جسر العبور للأجيال نحو مستقبل واعد وهي المدرسة الأولى لإعداد البنين وبناء الرجال، ألا تستحق هذه المخلوقة يوماً يخصها بكل مفرداته..
أيتها المرأة، لا تقفي مكتوفة الأيدي، تابعي نضالك من أجل عائلتك الصغيرة أولا من خلال المطالبة بحق جنسية أبنائك وأبناء النساء عامة في مجتمعك، فهو حق مقدس لا يجوز التغاضي عنه، وتابعي نضالك جنبًا إلى جنب مع الرجل من أجل تحرير وطنك من الآفات التي تجتاحه.
سيدتي ..
في يومك هذا قد تكون الكلمات مجتزأة إنما في الحقيقة كل المفردات فيها تشير لإنجازاتك العظيمة وأنت من تحلى بالصبر والكفاح وطول البال ومن أصرّ على النهوض من كبوته علماً بأن كثيرات من بنات جنسك ما زلن يتعرضن للتعنيف بكافة وجوهه.
في اليوم العالمي للمرأة الف تحية لكل أنثى بترت وريد الانعزال وشقّت جرح الانعتاق فكانت سيدة الحرية في قبضة القرار .
بقلم / زينة جرادي
كاتبة وشاعرة وأديبة لبنانية