بقلم اسعد عبد الله عبد علي
قررنا أنا وأصدقائي, أن نزور مدينة بابل الأثرية, لكن واجهنا معوق أساسي, وهو عدم وجود خط نقل مباشر, فركبنا الباص تلو الباص, نحو مدينة بابل التاريخية, وبعد جهد كبير, وضياع للوقت, وصلنا لمكان شبه منسي, فالإهمال يلف الموقع الأثري, لا يوجد استثمار حقيقي للمكان, والذي من الممكن أن يدر الملايين, ببرامج وأفكار استثمارية, لكن لا اعلم لماذا يراد للبلد, أن يبقى غارقا في الإهمال, أم أن هناك أرادة تخريبية تسيطر عليه؟!
الأفكار الناضجة كثيرة وممكنة جدا, والتي بالإمكان أن تغير الواقع, ومنها الاستفادة من ما متوفر, من إمكانيات متاحة.
كنا في مقهى في مدينة الصدر, نتحدث عن رحلتنا الفاشلة لبابل, فسمع كلامنا رجل كبير في السن, كان يجلس قريب منا, واسمه الحاج أبو جبار فقال: (( لما لا يكون هناك شركة سياحية, تنظم رحلات لبابل وغيرها, مثل دول العالم؟ )), الحقيقة أن الحاج أبو جبار, يفكر بشكل أعمق من وزارة السياحة, فمن الممكن أن تشكل وزارة السياحة شركة, تنظم رحلات بجداول تعلن عنها, نحو اثأر بابل والناصرية وكربلاء والنجف والعمارة, وهذه المحافظات أمنة.
يمثل الأمر عندها متنفس جديد للناس, وطريقة للتواصل مع تراث البلد, وتحصل الدولة على مورد مهم, وبهذا نتخلص من العشوائية إلى التنظيم, وهو أمر مهم لمن يطلب الرقي والتطور, ويمكن أن يتطور الأمر, فتاتي أفواج من السواح الأجانب, وترتبط ببرامج شركاتنا السياحية, وبهذا نحصل على العمل الأجنبية, لرفد اقتصاد البلد, ونحقق تواصل مع العالم, ونكسر العزلة, ونغير الصورة السيئة, التي تعيش في مخيلة العالم الخارجي, عن العراق.
بل الأمر يمكن أن يكون بخطة إستراتيجية, فيحصل ربط بشبكة قطار سياحي, يتنقل بين البصرة والكويت وإيران, جولة سياحية جميلة, مع حجز فنادق ومطاعم وبرنامج متكامل, تخيل معي كم سيكون الطلب عليها كبيرا, من العراقيين ومن الخارج أيضا, وكم ستحقق من مردود اقتصادي, وكم تمثل من حاجة ملحة, لشعب لم يرى شيئا في حياته, إلا الحروب والمحن.
ألان كثير من العراقيون يسافروا لتركيا, للخوض برحلة مشابه, فإذا كان من الممكن, إن تكون الرحلة عراقية, فلما لا.
الأفكار ممكنة جدا, وان افتقدها وزرائنا, كما هو حاصل ألان, فهي متوفر عند العجوز أبو جبار, فقط أيها الساسة انزلوا للشارع, واختلطوا مع الناس, وتقربوا من همومهم, واعرفوا كيف يفكرون, بعلاج لمشاكل الدولة, التي أوجدها سوء تصرف, النخبة الحاكمة في العراق, وعندها ستفلحون.