نرجس عمران
لقد أصبحت غضة جدة حين ترأف بها القدر، وعادت لتحضن أسرتها ، ما أوفاهم من عائلة !
نظرتُ إلى شروق بكل أسفٍ وحنينة ، وسألت قريبتي ما أخبارها الأن ؟
قالت : لقد تزوجت وترملت في أشهر قليلة ، توفى زوجها في عمله وترك لها جنينا في رحمها
ولأن حادثة وفاته كانت قريبة من زواجهما هو شروق كثيرا ،
فلقد اعتبرت بنات عمها وإخوة زوجها أن وجهها شؤم لذلك قتلنها يوم الدفن على الطريح وحبسنها الفترة التي تلي الحادثة وعانت ما عانت المسكينة ، حتى عادت قريتها لتعيش مع ابنتها التي أنجبتها مع إخوتها .
آه يا زمن لم يكن حظ شروق هذه بأفضل من حال أمها ، لم ترحمها هي أيضا يا زمن .
ثم سألت عن إخوتها الذين عاركوا في الحياة وناضلوا وأصبحوا رجالا دون دراسة أو شهادات لكنهم مهذبون حقا وطيبون .
كم تستحق هذه الحياة الصفنة والتأمل ؟ ! وكيف لهذه الأقدار أن تثير فوضى بيوميات بعضنا دون إذن منا يالله ؟
ألف حمد لله أن هذه السيدة الأن تعيش وسط أولادها ، وهل كان من الضروري أن يموت رجليها ؟ كي ينعم أطفالها بالحنان ،
بالمناسبة تذكرت أن قريبتي قالت لي : بأن ابنة غضة الكبرى تزوجت قريبها وأنجبت عدة أولاد ومنهم فتاة تحمل اسمك .
قلت لها : اسمي أنا ؟ قالت : نعم
سررت حقا وابتسمت .
وأنا انظر إلى هذه الطيبة وابنتها لأرى أن حظي العاثر قد يكون أعثر من حظيهما ربما .
فأنا تذكرت أيضا رغم أني لم أنسَ أبدا
أن الزمن قد جلدني بذات السوط
) وحيدة مثلكن لا تحزنَّ كثيرا (
سورية