يبابٌ أزلي
_____________
يُخالِجَني القلق
فأحملهُ على ظهري
كما يحملنَ
الأُمهات البدويات أطفالهُنَ
عند إنشغالهُنَ
في الرعيةِ أو جمعِ الحطب
أحملهُ وأسيرُ
على قوارعِ الطُرقات
بمهلٍ وتأني
لِئلا أوقِظهُ فيُبعثرني
أرنو إلى المارة
فيزدادُ زعقهم مني
كأني وباء أو عدوى
لا دواء لها
أجولُ في القرية
فلا كلبٌ ينبحُ
ولا دجاجةٌ تُقاقي
حتى ضفادِع البِرَك
كفَّت عن نقيقها
ثمةَ
نخلةٌ عاقر
عديمة الأغاريض
أُحاولُ الإسترخاءَ أسفلَ ظِلَّها
فأجدها منسيةٌ كـــ أنا
مررتُ بجانبِ الأشجار
لِأتَفَقد إسمِ حبيبتي
المحفورُ على جذعِ إحداهنَ
فوجدتهُ مكسياً بأذرقِ العصافير
تلك العصافير المُهاجرة
أسرابٌ وأسراب
أوراق الأشجار
هطلت ماطرة على رأسي
لا أدري أهيَ دموع
أم يوجدُ خريفٌ
يتخبئُ في جيبي
يا الله
أنا مكتظٌ بالقلق
هذا الجسدُ البالي
لم تعد له الطاقةَ لحملي
لم تعد له الخلايا الدفاعية
لصدِ كل هذه الهجمات
الهَجمات التي تَشِّنُها جيوش الصدمة
عُمري أربعٌ وعشرون زهرةً
سبعٌ مِنهُنَ
تَناولَهُنَ الحِصار في ما سبق
خمسٌ أخريات
تلاشنَ في زمنٍ
ضجَ بالطائفية
كثيرًا ما كَبَّروا بإسمكَ العظيم يا الله
وذبحوا أقراني على الهوية
أما الأثنتا عشرة الباقيات
يتبرجن
بقهقرةِ الذات
واليباب الأزلي
وحشرجة الأماني
حياةٌ
كأنها عالِقَةً بين فكي زمانٍ
يقضمُ أيامي كما الخُبزُ
ليزدَرِدَ سنيني بوحشيةٍ عارمة
ويرجمني بِخبثٍ كالفريسة
فنَّنزوي أنا وقلقلي
في رُكنٍ منسيٍ من حافة الهاوية
_____________________
حيدر تركي