يا عبادي: كن حيدرة لا تكن قنطرة!
الكاتب: قيس النجم
رغم حرارة الجو الملتهبة ومآسيها، ورغم إنقطاع التيار الكهربائي، في عموم العراق، ورغم شحة المياه النقية في بيوتنا، ورغم خطورة الوضع الأمني المزري، إلا أن المناخ الحقيقي للعراق، أصبح ملائماً، ورائعاً بعد تدخل المرجعية الرشيدة، بقراراتها الحاسمة! حين ألجمت الحكومة، بلجام الشعب الثائر، وقيدت المفسدين، وهي ساعية لتقدميهم للمحاكمة، بما إقترفت أيديهم من كوارث، ومفاسد حلت بالبلد، وبهذا الشعب الصابر.
الأوجاع المثمرة، ذاكرة قوية مكتنزة، بالألم والأسى، والمتظاهرون عندما أقدموا على التظاهر، كان من أولوياتهم، أن هذه الحرب البيضاء مستمرة، حتى يتم إجراء كافة الإصلاحات الجذرية، خاصة بعد تأكيدات، بضرورة محاسبة المفسدين، واللصوص السابقين والحاليين، دون إستثناء أو محسوبية، وما يحسب للحكومة أنها لم تصفهم بالفقاعة.
مفاتيح الخروج، من الضغوطات الشعبية الكبيرة للمتظاهرين، تكمن في القصاص العادل، من مفسدي حكومات الفشل، والتخبط الثمان العجاف الماضية، والسنة اليتيمة لهذه الحكومة، حينها ستندحر موجة الشر، والباطل والفساد، وسيكون مكانهم مزابل التأريخ، فالمشكلة الحقيقية، التي يعاني منها هؤلاء القتلة، أنهم نتاج الحروب القذرة، وكأنهم حريق يلتهم الأخضر واليابس، وعند ذاك ستنتصر ساحة التحرير، وأهلها ببركة الخالق وقدرته.
الطريق مفتوح نحو الإصلاح، فلقد رفعت الأقلام، وجفت الصحف، والاقنعة سقطت، والوجوه الكالحة بدت ظاهرة للعيان، لذا نطالب وبقوة، أن تكون جلسات البرلمان، والتصويت على حزمة الإصلاحات، علنية امام الكاميرات، ليشاهد الشعب مقدار المصداقية، في تحقيق المطالب على أرض الواقع، وليس مجرد حبر على ورق، لا تغني من جوع، فزمن الكذب قد ولٌى، وصار من الماضي.
من يتصدى للعمل السياسي، ويجعل مشروعه مع الشعب، يجد أن المساحة الأكبر من الناس، لديها مطاليب، لذا فتظاهرات الشعب مشروعةً وعلى الحكومة دراستها وأخذها بنظر الإعتبار، كونها جرس إنذار، يدق أسفينه في واقع العراق المتردي، وعليه يجب الضرب بيد من حديد، على الفاسدين والسراق، أياً كان موقعه في القوى السياسية.
فرصة ذهبية قدمها الشعب، وعلى رأسهم المرجعية الرشيدة، للسيد رئيس الوزراء، ليكون حازماً وعادلاً في قراراته، علماً انها لم تمر على مدى تاريخ العراق السياسي، مثل هذه الفرصة لأي رئيس سابق.
رسالة موجهة الى عراب الإصلاح، السيد حيدر العبادي: بات من الضروري، تصفية البرنامج الحكومي، من الزلل والنقص، وتحقيق أقصى درجات الصدق والنزاهة، وإستعادة فائض الميزانيات، التي لا يعرف مصيرها، عندها سنتبادل الثقة مع الحكومة، لأننا من نبني الوطن، ليعود كما كان وربما أفضل.