يا صبوح الوجه
يــا وهــاد العمر فيضي انها — أمطرت كالغيثِ هزَت كبريـائي
في هدوءٍ باغتتْ كــــل النوى — واثارت مُهجتي عقلي إبائي
جــاءَ نبضُ القلبِ يحنو ماثلا — والشرايينُ توارتْ في حَيـاء
ورَبـى الأطياف اهدت ظلها — تحتذي كالشوق تسعى للولاء
غمرتني رغـم شيبي أيقظت — في ضلوعي جامحات لاحتواء
وكبت كالبرق تدنو من فتى — ناهزالخمسين ممشوق العطاء
ويح نفسي عاندت اوصالها — فتمادت واستغاثت بالشقاء
إنْ تكُنْ للعيش بُــداً فارتضي — غيرَ مأسوف لجرحِ أو لـداء
يا سعيرا”طالني مثل اللظى — يا نقاء” أعتلى صفو النقــاء
قد أتانا قادما كالليث يسعى — للتلاقي صار دربا للـــقاء
فاسبقيني يا غمار الدفء او — اقتفي من دون خوف أورياء
تلك رايات التفاني قد دنت – فاحذري العوم بجرفي اوبمائي
وَمْضةُ للطيب مرت من هنا- فاحَ منـها المسكُ من دونِ اكتفاء
ومزايا حسنك الاخاذ تسمو — ورِحابَ الخصبِ يزهـوبالثنــاء
يا قِطـافَ الورد خمريُ الهوى — يا أفانين الصَبـا عِلـوَ اللــواء
يا صبوحَ الوجهِ يا اشراقة — يامهيبَ الشعرِ لـونَ الكستناء
اسقني فالراحُ اذكت مقلتي — سلبت ضعفي منـي كالــدواء
مورد للشهد اسراب الندى — رائعات السحرمن غيـرالتواء
يا ثنايا الـوصل صبّي بهجة — اعتقيني وأعلني شكلَ العطاء
إنَ روحـي عاهدتها لم تزل — والفؤادُ الحر أبقــى للــوفاء
فاعـذري نشوةَ شعرعاندتْ – وأشرقي كالصبحِ دومـاً كالضياء
وأمطري زخات عشق في غدي- اغمريني واتركي الهم ورائي
أي ينبوع تشظى في لقاك — وتعالى في ربوعي كالبهاء
انني الان سأمضي للورى — علٌني اوقف جرحي واستيائي
انت دفئي ورحابي هالتي — ولك الانفاس تسعى كالهواء
يا بقايا العمر فيضي قربها — واحسبيها نجمة قرب السماء
هذه الانفاس فينا ما كبت — وهي للصبح تنادي للمساء
قد تداعت حيثما مرت هنا — تلك ساعات التمني والرجاء
وتوالت في هدوء رائع — بعدما اضحت طريقا للسخاء
احسبي دقات قلبي واشهدي — انك آ ويت عمري واهتدائي