عبير حميد مناجد
في الوقت الذي تتجه فيه بلدان العالم الى تجمعات, وتحالفات, واتحادات ,ومنظمات, وصيغ اخرى كثيرة تتيح لها ان لاتكون دولا عزلاء فرادى, في مواجهة العالم المادي الدنيوي, ومده التوسعي الاستيطاني النووي المخيف.
تتجه فيه بلدان عربية الى حافة الهاوية حين تفكر ان الحل سيكون في ألأنفصال والتشرذم كما فعل شمال السودان بجنوبه وكما يطرح الأخوة الاكراد في كردستان العراق, طروحات لاتحيد عن ضرورة الانفصال قيد انملة, رغم التجارب المأساوية , التي انتهى اليها مصير كل انفصال . ولن اذكر اليوم لكم المزايا والنعم التي تتمتع بها كردستان العراق وهي في ظل العراق الظليل. بل واكثر قد تحسدها دول على ماهي فيه من نعمة وتطور وامان (ادامه الله). ولست هنا اتكلم عن الحق الذي تتمتع فيه, بجعل اللغة الكردية هي اللغة الرسمية في كردستان العراق وهي اللغة الاولى في الدوائر الحكومية والمدارس والمعاهد والجامعات
اضافة الى كونها عاصمة العراق التجارية ومزار العالم السياحي( قبل الحرب العراقية الايرانية وما تلاها من ويلات وحروب عمت العراق كله من اقصاه الى اقصاه نتيجة السياسات العدائية والفاشية والاجرامية لنظام البعث المقبور). ناهيك عن الموروث الديني, والعقائدي, والتأريخي , الذي يجمعها بالعراق وتداخل الدم العربي بالكردي نتيجة الزواج والقربى والجيرة والصداقة والزمالة والتضحية بالغالي والنفيس من اجل العراق في كل المحن التي عاشها.
اما الأستفتاء الشعبي الذي تزمع حكومة الاقليم استفتاء آراء الاكراد من خلاله للوقوف على رغبتهم في الانفصال, فأنا اؤكد انه سيكون استفتاءا باطلا ومزورا, كالأستفتاءات التي جرت في عهد صدام والأسد وجنوب السودان, وستأتي نتائجه 99/ 9 ولن يكون معبرا باي حال من الاحوال, عن رغبة الأخوة الاكراد, فغالبيتهم مع وحدة العراق ارضا وشعبا اما من اقتضت مصالحهم واطماعهم ونفوسهم النرجسية, الى ان يخلدهم التأريخ بأي شكل كان ولو على انهم سعوا في خراب اقليمهم بأنفسهم, وساهموا في تفتيت وحدة العراق, وتأجيج الفتنة الطائفية, والعرقية والقومية فيهو فأن مصالحهم ولاشك مع الأنفصال, حتى وان كانوا في قرارة انفسهم يدوكون انهم يلوون عنق الحقائق, ويزيفون التأريخ والجذور المشتركة للشعب الواحد, ويزينونه لهم بأنه الحل والعلاج السحري, لكل مشاكل الاقليم الذي ينؤ الناس فيه بتسلط
فئة معينة على رقاب الناس, وتحكمهم بكل صغيرة وكبيرة فيه. ناهيك عن هجرة الشباب الاكراد الى كل اصقاع العالم هربا من ضيق الافق قلة منابر التعبير بحرية, وابداء الراي والمشورة بقرارات تحدد بمصير ومستقبل الشعب الكردي. وهم بذلك يجندون وعددا كبيرا من المثقفين والكتاب والمحللين والخبراء الكرد والعرب للتأثير في الرأي العام الكردي. وتشجيعه على خطوة الانفصال وهو معصوب العينين بحيث لايرى المخاطر والمحاذير التي يسير باتجاهها وهي محدقة به من كل جانب.