بقلم: محمود سعيد كعوش
مساءُ السهرِ والنغمِ الجميلْ، مساءُ الرضا والرحمنِ وجنةِ الرضوانْ، مساءُ المِسْكِ والعنبر
سيدي أراكَ تمرُ مِنْ حَيِنا المتواضعِ فتضعُ نبضَ الحيرةِ في حُضنِ الغيابِ، وترمي علامةَ استفهامٍ طريةٍ في احداقي تغسلني بالبَرَدِ وتصرخُ مِنَ الصَمتِ وأنا لَمْ أزلْ اترحّمُ على نفسي وأعزيها بنفسِها منذُ آخرِ لقاءٍ بيننا!!
أنا هنا يا سيدَ القلبِ والروحِ، ألبسُ “العراءَ” لأنني لا املكُ “الرداءَ”، مُشتعلةُ بالضعف حيناً، وبالكبرياءِ حيناً آخرَ، وبالمكابرةِ حيناً ثالثاً
دامَ سؤالُكَ عنْ جوابي الذي ابعثُهُ صفحةً بيضاءَ تُسِرُّ الناظرينَ مِنَ الأقربينَ والأبعدين
نعمْ وصلتْ الرسالةُ وأنا بخيرٍ يا شاعري الأفضلَ ويا مَنْ تعزفُ على أوتارِ القلبِ فتربكُ دقاته
أتساءلُ دوماً ماذا لو كانتْ هيبَتُكَ في عِطرِ لهفةٍ، ووقارُك في حرارةِ ضمةْ!!
عندها ماذا سيحصلُ في الكونِ يا تُرى!!
كثيرٌ مِنَ الناسِ يمشونَ لِحتفِ الحبِ بثغرٍ باسمٍ غِريد
أتساءلُ هلْ أنا مِنْ هؤلاءِ، وماذا عسايَ فاعلةٌ وليسَ باليدِ حيلة!!
يا ويلتي، يا ويلتي!!
مَنْ يجرؤُ على إغضابكَ يا سيدَ القلبِ والروح؟
لا لا لا لَنْ أغضبكَ بالتأكيد، إنما أعجزُ على الردِ على مثلِ هذهِ الآياتِ الشعريِةِ العظيمةِ بما يليقُ بكَ وبها
وصِدقي معَ نفسي وحِرصي على عدمِ التلاعب بالعواطفِ يجعلني أتسمر لوقتٍ طويلٍ قبلَ الردِ، وهذا ما فعلتهُ بالطبع
فمَنْ مثلُكَ وبعطائكَ لا يليقُ به سوى التقديرِ والتبجيلِ والاحترامِ والحرصِ على عدمِ خَسارتِه
فكيفَ أخسرُكَ كيف!!
لا لا لا لَنْ أخسرَك!!
لِتدمْ شاعري الأرَقَ والأرقى مُنتصبَ القامةِ، عاليَ الهمةِ، واثقَ الخطوةِ، عزيزَ الكبرياء!!