“وَلـَو نار نـَفـَختَ بِها أَضاءَت…”
الدكتور عبـد القـادر حسين ياسين*
“قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن“
ليو تولـستوي
إذا ركبت مع أوروبي في حافلـة أو قـطـار ،
وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب،
وإذا ركبت مع عربي وجدته “يـُبـصبـص”،
كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي،
يتعرف على الركاب،
و”يسـولف” مع الأصحاب والأحـباب.
بيننا وبين الكتاب عـقـدة نـفـسـيـة، ونحن أمـَّـة “اقـرأ”،
ولكن ثقـلت علينا المعرفة،
وخفَّ علينا “الـقـيـل والـقـال”…
ولو سألت أكثر الشباب:
ماذا قرأت اليوم ؟
وكم صفحة طالعـت ؟
لوجدت الجواب: صفـر مكعَّـب…
ولو سألت احدهم عن عمرو دياب ،
آو آخر البوم لهيفاء وهبي أو نانسي عجرم ،
لأتى لك بالأخبار من كل حـدب وصوب …
ولا حول ولا قـوة الا بالله.
يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة،
لأنهم وزّعـوا الأوقات على السمر مع الشاشات،
أو متابعة آخر أخبار الفنانين والفنانات.
الإنسان بلا قراءة قـزم صغير،
والأمة بلا كتاب قـطيع هائم…
طالعتُ سِيَر العظماء العباقـرة ،
فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف،
وهيامهم بالمعـرفة وعشقـهم للعلم،
حتى مات أبو عثمان الجاحظ تحت كتبه،
وتوفي مسلم صاحب “الصحـيـح” وهو يطالع كتاباً…
وكان أبو الوفاء ابن عـقـيل يقـرأ وهو يمشي،
وقال ابن الجوزي : ” قرأتُ في شبابي عشرين ألـف مجـلد…”،
وقال المتنبي: “وخير جليس في الزمان كتاب…”
ويقـول الروائي الروسي الشهير ليو تولـستوي:
“قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن…”
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ
وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.
وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة،
ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة…
عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد،
لنحصد في الشهر كتاباً ،
وفي السنة اثني عشر كتاباً،
ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع ،
لتتضح أمامنا أبواب المعرفة ،
وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ