وفرحت..
———————————-
لاحرفةَ لي…
عاطلٌ عن الأنسِ
كفيفُ الفرحِ
أميٌّ لاأجيدُ تهجئةَ الضوءِ
ولاقراءةَ كفِ الحرائقِ
نسيتُ كيفَ يرتقونَ
قمصانَ التفاؤلِ
أخجلُ من تأتأةِ غدي
ولساني يعاني من قلاعِ
الهتافِ للنصرِ المأزوم…
ساعةُ ضجرٍ أنا
في معصمِ الوقتِ
أفتحُ بابَ الإرتيابِ
وأمضي تحتَ مطرِ الخيبةِ
خلسةً عن أعينِ البللِ
أخرجُ من إسمي
ولاأعرفُ العودةَ إليه
فأبقى على قارعةِ الوحشة
غريباً كالطفرةِ
بلا أقاربِ المألوف
تتمطى المعجزاتُ
يتثاءبُ الدربُ بي
وتتبادلُ الغربانُ
أنخابَ الخرابِ
على ركامِ العمر..
كلما تنهدَ الوقتُ
يجفلُ غزالُ دمي
ويعبرُ أسلاكَ الشريان
تتبرمُ لغتي من أفعالها
يوقظني تأوهُ
فعلُ ماضٍ ناقص
يمسكُ بيدِ مبتدأ هزيل
يبحثُ في كومةِ قشٍ
عن إبرةِ كمالهِ وحقيبة خبرهِ
في قاعِ مدينةٍ
أنزلتْ عن ظهرِها
خرافةَ التاريخِ ثم جفتْ…
هنا في عاصمةِ
الأفعالِ المضارعة
سياجٌ بلاحقول
مواسمُ مخصية الثمر
فزاعاتٌ متآمرة
وأمٌ مرهقةُ الحنان
أخذَ الشتاتُ حليبها
وتركَ لها ثديَّ
الحقيقةِ الضامر
جلستْ تفلي رأسَ
ذاكرتها المهجورة
نسيتْ كفَ اللطمِ
على صدرها ونامتْ
لاحرفةَ لي..
غيرَ الحلم
أعشِّبُ مساكبَ النومِ
من حنظلِ الكوابيس
وأحلمُ:
حلمتُ أني ذاكَ الغجريُّ
الذي لايحفلُ بذكرى المكان وفرحتُ!!..
وأنَّ قومي عناكبَ بلاألوان
تنسجُ في لحظاتٍ
كثيراً..كثيراً من الأوطان
وفرحتُ!!..
وأنيَّ عصفورُ النارِ يغزلُ
في يومٍ وليلةٍ سقفاً
متيناً لكرامته…
وفرحتُ!!..
حلمتُ أني لم أصحو
من النوم وأني:
مابقيتُ ردحاً من هزائم
أقارعُ غولَ المصير
وفرحتُ!!..
ومابقيتُ صحراءً ضالةً
لايبلُ ريقها شتاءٌ
ولايتكفلُ يتمها ربيعٌ
تعمِّدُ كثبانَها على دين
ريحٍ كافرةٍ
تأخذُ الفراشةَ
بجريرةِ العقرب!!!!
وفرحتُ!!..
ولابقيتُ ردحاً من يباس
في جيبي تمائم الغيم
وفي عنقي خرزةً زرقاء
وما بقيتُ ربانَ المراكبِ
التي لم تجادل الموج
ويدعي الحكمة…
وفرحتُ!!..
ثم تعلو أهازيجُ المهرجينَ
في الجنازاتِ المجانية
يسقطُ النومُ من يدي
وعريضةُ الرصاصِ لم تزلْ
تطالبُ الموتَ ألا يستريح.
– سليمان أحمد العوجي
– من مجموعتي قيد الطبع
/ بقية رسائلي/