إلى مدينتي….
لماذا لا أعبركِ إلا راحلة ..؟
شاعر من مدينتي
سلب أنهار الشعر ودفنها في جسد الكلمة، فقد استفاق على حقول الحب وعلى سماء من الدهشة .. ودمعه يلتهب شوقًا عند ناصية “خذني لبغداد” وتلتهمه أطراف الحكاية و”حنين الشرق” وتفاصيل عمر في “خباء الليل” يمشي بيطء .
وكأنه يقول: أيتها الأرض لتعلمي بأنني قد عدت لحرثكِ، بذور شعري …!
مكي النزال اسمه، شاعر شاهق الحضور، وِلدَ في حنايا ضوء الفلوجة الأنبارية عام 1957، لأسرة عریقة، يتنفس جرح وهموم العراق بكل مافي خصور قصائده ومقالاته حد آخر حرف في أبجدياته. امتشق حسام بنية القصيدة العربية الجديدة، أشعل بيارق الأمل في ألم الطريق داعيًا إلى الوحدة الوطنية وبناء عراق حضاري يليق بنا وعلى مقاساتنا .. يمطر قلبه الشعر دون تكلف، صياد ماهر للصور الشعرية، التي لاتخلو من تلوين الإيقاع البصري والسمعي ، يتخذ من التناص حكمة ..
• عند “زُلَيخَته”، نتيه بين النبوءة وبين فتنة الغواية ومغامراته ليدسنا بين حيرة رفضه وقبوله في التشبيهات وغزله الأنيق، وكأنه شاعرًا مطبوعًا، يجيد زمام الموقف الشعري .. قصائده أضرحة جميلة لأحلامنا المستحيلة والشعراء يتبعهم العاشقون.
• في عناب “اللهفةُ البكر”.. يعصر خمارها الرشيق ويتيه عند ملتقيات الروح. حيث نقف إجلالًا عند ناصية “قصائدُ مقاطعاتِ الفُحول”..
• وفي محراب “قصائد قالت وقُلتُ”.. كان يدرك أن ما كانت تهمُ قوله ساعة غادرها صوته، فهتفت أعماقه ” تخلقنا ذات ظروف”
• يتسربلنا تقى الوجع للصلاة في محراب عيني العراق الزاهدتين وتبكينا روايةُ “كاميرا الحبِّ والحرب”- من قصص المقاومة- فتنتشلنا امرأة تغتسل بالعطر المقدس وتمنحنا بسملتها عند تفاصيل روائح الفردوس والأغنيات في ديوانه “خُذني لبغداد”.. “سامِريني” عن “رحيلُ قمر”، و”اللَّيلةُ العميقة”، “سَكَراتُ الشِّعر”، وعن “سَيِّدُ البحر”، و”كَتَفُ النَّسيم”، و”ألقُ الإياب” و”أجنحةُ الزواجل” كي “أرتِّبُ نافذتي في انتظار القمر” و شمْسُ الليل.
• كثيرون من يجيدون “سِجال” و” سحر المشاغب” و”صَلاةُ قافية” عند “عتباتُ النَّجم، فقد ” سَئِمَتْ أيّامُنا أعذارَنا “،وأنا “غريبُ الخمسين” ، فـــ”أعيديني” إلى ” قوافي أروى” و”انفلاتُ السِّرّ من قيدِ الحشمة ” وإلى ” جَمْر” “نَبْضُ القصيد” و “طوفانُ الحُمَم” “على جِمارِ الجوى”
• “سأظلُّ أكتب فيك شعرا”” أيتها التائهة” ..
“إلى غاضبة ” ثائرة ودمعها المالح يتقاطر صرخاتُ… حزينة !!!
• ” عُذرًا غَفوتُ” يا “عُكّازُ الرُّوح ” فقد حاولت أن أتلو عليك “اشتعالُ الوجد” في “ثواءُ الليل” حين يكون “”قلبي على شفتي” وعلى “أطراف الوجود” أنا ” الفاتكُ التَّقي” الذي يتكوم في “غزوةُ الليل”فيبعثر ” الهزيعُ الاخير” من ” القمرُ المخاتل، والحالم بــــ”إغفاءةٌ على سُرُرِ المنُتهى” لـــ” رشيقةُ الخَطو” ويعيش معها”” ليلانِ وفجر” و” جنونُ قلب” في خباء الليل” وبينه وبينها شهقات النور و”نبضة رعناء ”
• من “هجاء عاشق” و”سيِّدُ الحرف”، “هائم على وجه بغداد”، هو” الشاعرُ الذي قتل قلبَه” ” في ضِيافةِ فنجان” عرافة بنبوءة عنها تحدها “مسافات ” اهتراءُ قلب” وما هي إلا “وجهٌ على كف الريح” حيث تسرقه ” تبتُّلات قمر” وقت “إنفلاق الفجر”
• أين تذهب بالليل عن” جَفنٌ مسهد” و” حكايا””جنونُ الليل ” ويا أنا ” قتيلُكِ قلبي”.
• عن”أنيس الساهر” “تقول لي الورقاء” في ” بصيرةُ الحب” “فتوحاتُ جرح” و” صفعةُ الريح”و” ذبولُ قافية” و”جنونُ الشوق” وعصف “وجيبُ الوجد” بقلبه لـــ “حضورُ غائبة” فــــأ”خبيء الهدُب” في ” دسيسُ الوساد ”
• ومن “قوافي ذئب” و” وضوءُ الجَفاف” “ذبحوكِ يا بغداد” وقد ” ضاع مني العراق”
• فتوالت القبور على أهلها “شهيد” يعقبه شهيد “والحرُّ يتُعبهُ الوقوف” “يا تباشيرَ ضِياءٍ في عُيوني” فقد “رَضيتُ” “ولاداتٌ من خارج الارحام” فشتان مابين رحم الشرود واستدارة “رَحى الصبر” يا “نَدامى الغُربة” الذين يرصدون حكاية “حفلٌ على هامش الحزن” و” دمعتان على الطاولة” و” دموعٌ حمراء” أورثونا إياها “أصحابُ السجن”
• و”فسادُ الصورة” بقيت معلقة ترميه بشرر في “رحلةٌ بينَ المنافي” فكانت “رؤيةٌ مِن زاويةٍ ميتة” ..
• بقصائده منح الحرية للحبيبات ” رسائله اليومية”، يداهمن قلوبنا دون استئذان، فنمتلئ بالمتعة والخوف من تبعات مجريات ذاك العشق …….
رسالة بتاريخ 29/12/2011 كانت :
أججي النار في بقايا هشيمي * وانضحيها بشهدك المختومِ
ارسمي درب تائهٍ ليس يدري * كيف يمشي بدربه المرسومِ
لا تقولي تعبت، لن تتعبيني * ما أنا بالمعذب المهزومِ
أنت دفء السنين لما تمادى * ثلجها في فضائيَ المأزومِ
أنت روح الحياة والكون موتٌ* يتمادى بنبضه المزعومِ
* * * * *
ورسالة أخرى بتاريخ 17/5/2012 كانت :
لا تنامي خائفة
وهجُ عينيك يخيف الليل بالضوء البهيج
لا تنامي غاضبة
أنت في روض أمانينا الأريج
سافري – إن شئت – للريف الجميل
زيّني وجه الحقول
أفعميها بنضارٍ في يديك
اطلعي في الأفق نجمة
أرسلي الأنفاس نسمة
واملأي الدنيا تراتيلاً ورحمة
لا تنامي ودموع العين تهمي
أرجحي الدنيا على حبل دلالك
أسكني قلبي على حلو وصالك
أشرقي فالليل إن اشرقت هالك
واستريحي
أغمضي عينيك في وسط الضجيج
* * * * * *
• آلاف الرسائل الشعريَّة التي نشرها في منتديات كان آخرها “منتدى القصيدة العربية” والتي انتشرت لتكون رسائل نصية ومقتبسات بين جيل الشباب، ويتذاكره أساتيذ الأدب مع طلابهم في الجامعات كل صباح.
• صاغ من أحكامه النقدية وشومًا تجدها في كلّ مكان في كتاباته (على المنتديات ووسائل التواصل) لتزيد من شساعة المجال البصريّ للقارئ لتغذّي مخيّلته؛ لكنه يرفض أن يسمى ناقدًا فالنقد فن آخر غير الشعر والكتابة الإبداعية، له مزاولوه الذين يتقنون عمله وهو لا يريد أن “يتطفَّل” على فن غيره.
• مداد قلبه؛ كتب القليل من القصائد باللغة الإنجليزية،: كــــ “بينغ بونغ و تنت” ؛ لكنه كتب مئات المقالات بهذه اللغة التي خاطب بها العالم الظالم المتغافل عن قضية وطنه فكانت مقالاته مختلفة عمّا يكتب الآخرون لأن لغتها مزيج من الألم والثورة واللمسة الشعرية المنسكبة بين السطور!
• أما في السياسة فلقد نشط معارضًا للاحتلال واختارته مدينته مفاوضًا عنها بعد أن ثارت وقادت مقاومة عراقية من أنبل المقاومات في التاريخ. عرفه أهله والمحتلون مفاوضًا صلبًا وبقي في العراق لأربع سنوات (حتى سنة 2007) بالرغم من خطورة بقائه، لكنه اضطر بعد ذلك لاختيار المنفى ليعمل هناك مع القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وأسسوا معًا اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي وهو المشروع الأبرز على الساحة لتوحد الصف العراقي الممزق والمشتت.
• في العراق ولأسباب سياسية لم تمتلئ رفوف مكتبته رغم غزارة نتاجه الأدبي.
• ومن حقائب الغربة أصدر كتابين في التحليل السياسي هما الفلوجة والسلاطين والفشل الذريع.
عمل قبل الاحتلال في القطاع الخاص
• أسس مع عائلته حي نزال في مدينته الفلوجة
• اشتغل في التجارة والصناعة والزراعة
• اشتغل مديرًا للشؤون المحلية في شركة تويومنكا اليابانية وهو في سن الرابعة والعشرين
* * * * * *
أما بعد الاحتلال (2003) فقد اشتغل في الوظائف والمواقع التالية:
• مساعد ميدان من المستوى السادس في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
• منسقا دولیًّا للإغاثة مع منظمات عديدة
• عمل صحفيًّا ومستشارًا إعلاميًّا ثم سياسيًّا
* * * * * *
يكتبه النجاح بين صفوف الناجحين، فوقع بشهد الإمتياز، حاصلًا على :
• شهادة الكفاءة العلیا في الترجمة – جامعة نین – بریطانیا،
• نال جائزة مؤسسسة (بروجكت سنسورد) الأكاديمية الأميركية عن أفضل مقال 2010
• بكالوریوس التربیة من جامعة الأنبار.
* * * * * *
خُلع عليه لقب “هبة الفرات”
لم تستطع الأصوات النشاز إسكاته أو التشويش عليه، فها هو صوته يصل لمحبيه ولبني وطنه وأمته شعرًا وخطابةً ومقالًا وموقفًا وعملًا دؤوبًا في السياسة والإغاثة والمجتمع.
هو من ينادي لبناء هيكل نقدي وتاريخي لأدب المقاومة التي ما زال يتغنى بمجدها وعزِّها.
وهو الباحث الذي وضع الأساس لبحوث تحت عنوان (أدباء الموقف)
وهو القريب من نبض الأقلام الشابة مشجِّعًا ومباركًا لكل إبداع نبيل.
وهو الشاعر الأغزر إنتاجًا في تاريخ الشعر.
وأخيرًا هو صاحب (المعلَّقة) الطويلة التي تلقفها النقّاد ليوسعوها دراسة وتحليلًا ليستفيد منها الباحثون والدّارسون والطَّلبة.
* * * * * *
كل يوم الوطن ينزف أسماء أبطاله ..
عد بي من أرصفة المنافي وأكف الغربة ، حيث وطن خالٍ من المكائد.
قال: في أسماء أبطاله وبالغرباء والوطن:
أمضيتَ نصفَ العمر تبحث عن وطن = والنصف في وطنٍ تفتش عن سكن
أدّيتَ ما يرجو الجميعُ محاربًا = والكل يهتفُ مُت شهيدًا يا ابن من….
وإذا كبوتَ تفتقت افواههم = عن قيعةٍ فيها الخبائثُ والنتَن
لا غرْوَ يا ابن نقيّةٍ أن يفترى = في الأكرمين من ابن خضراء الدّمَن
فردًا مضيتَ تذبُّ عن نعمائهم = حشد الذبابِ وخضتَ ألوان المحن
لم ترجُ من ثمنٍ لعُمرك ينقضي = في حبّهم، ورضاك عنك هو الثمن
يا فارسًا لله وجّه وجههُ = لله درّكَ كم بذلت بغير مَنّ
كم راودتكَ المغرياتُ عن الذي = أحصنتَ في صدرٍ تحمّلَ بالشجن
وكم احتملتَ من المصائبِ مُرّةً = وكم ارتقيْتَ وكان غيرك يُفتَتَن
آليتَ أن تلقى الردى مستبسلاً = والآخرون يغالبون رؤى الوسن
يتنعّمون بجُبنهم وخوائهم = وتدور نجمًا لا تقيّدهُ وكَن
لم تُلقِ بالاً للحياة وزهوها = وسموت فوق الخوف من عسف الزمن
وحزمتَ أمتعة الرحيلِ إلى الذرى = في جنّةٍ مع خير من فيها قَطن
بوركتَ من عبدٍ تسيّدَ أمرَهُ = ومضى لسيّدهِ ينزّه عن درَن
وتركتَنا في قلب عاصفة الغوى = في كل يومٍ بالنوازل نُمتَحَن
نهفو إليك بما نطيقُ من الخُطى = ونُعيدُ ذكرك كلما ليلٌ أجنّ
زمنٌ مضى مُرًّا وروحك بيننا = حتى كأنّك بعد موتك تؤتمن
انتظروا قادمنا