وطَني أتيتُكَ :
وطني أتيتُكَ والعيونُ تهافتتْ
نحـوَ السماء لتنـثـرَ الاشعارا
والمجـدُ يحـلم بالعلــوِّ تدفقــاً
كي يلتقي الراياتَ والاسـفارا
يبـقى جبينكَ والضـياء خليلهُ
يا مَن ملكتَ الشمسَ والاقمارا
مِن بَعد ما اكتملَ الإباءُ تجذّرا
أصبحتَ في كلّ العيون نهـارا
هذي جذوركَ بالأصالة أثمرتْ
فغـدوتَ في كلّ الربوع ثمـارا
يا ملهما للصبر يا عبقَ الندى
يا منْ جعلتَ الراسيات نثـارا
الصـبحُ يسبَحُ في عُلاكَ تيمناً
يضفي على نسَماتكَ الاسحارا
والليـلُ يغرفُ من حنينك غلّة
دارتْ أيادي العاشقين فَـدارا
ألانّكَ الوعدُ الذي صدحَتْ له
كـلّ القلـوبِ تذرعــاً وخيـارا
ها أنتَ تظفر بالسـموَّ مجدّدا
تسـتوقف الأحقـادَ والاشرارا
أنتَ العراقُ الا تهـلّ وتزدهي
نفدي لك الأرواحَ والأعمــارا
ونقولُ يا مهـجَ الأنـينِ توقّـفي
ضُمّي على حدقاتـكِ الازهارا
ها قـد رسمنا بالعيـون جداولا
تســتوطنُ الشــطآنَ والانهـارا
فقلوب مَن رضَع الإباءّ عصيّة
حضرتْ تؤسسُ للعرين جدارا
يا بلسما فـوقَ الجـراح نلمـّها
يا مَن صنعتَ من المآقي سوارا
قد جئتُ انهلُ من ثراكَ قصيدةً
تســــتأثر الأذواقَ والافكــارا
خذني اليكَ مسافرا جنَحتْ له
ما يعتـلي الألحـانَ والأوتـارا
لا توقف السَبَق الجليّ بخافقي
لا تترك الحَدقَ الاصـيلَ مرارا
وامضي الى تلك الدروب مهابة
هلّا أضـفتَ على الجبـاهِ منارا
كنْ رايـةً للجـودِ تكبــرُ بالرجا
كـنْ للجمـوع مَرافئـا ومَـزارا
يا خيرُ مَن جَعلَ الصعابَ نديّةً
بـلْ كـان للمقـلِ الجميـلة دارا
قلـبي وعقـلي والحنيــن يدلّني
ويصبّ في كنَفِ الحقيقة نارا
يا ماء دجلة هل تضمّ مواجعي
وتعيـد لي الأشراقَ والإصرارا
أجمـعتُ أمري للخلاص فانـّــه
ما عاد يكفي الأرضَ والأشجارا
قـد كـنتَ لي بيتا نشأت بحبّة
وغرفتُ منه الدفءَ والاطوارا
هانوفر ٢٠٢٠