بان ضياء الخيالي
تصطف الغيوم في السماء الساكنة تضم اياديها القطنية الرقيقة وتنصت بخشوعها الازلي لغرغرة الارواح للشهقات الغائرة للبكاء المهزوم وصفعات كفوف الغرقى على وجه المياة القاتله،
لم تعد هناك فرص اخيرة كل شيء يتضائل، يتقطع ، يتلاشى مثل ضوء النهار . فقاعات ضحكات مؤجلة، صرخات رعب، احلام ملونه تفور قليلا وتنطفئ تباعا وقريبا عند المساء سيعم الصمت وستجتمع اشلاء القارب المحطم لتسافر للبعيد كقافلة ضوء في كل هذا العتم كشموع امنيات فتاة هندوسية وثقت بكل انفاسها برحمة الاله الخالق، كنمش في وجه البحر الفضي البرئ تمضي لتبقع جدائل الشمس المسحولة في افق الغروب بدعة لا تشبه وحشية اللحظات التي نضبت. وفي جهة اخرى من العالم حيث ماتزال صرخات الغرقى تحوم في الاثير وتحط بشوق على سطوح بيوت هجرت لتتسمع لصوت ندابة عجوز تصلح موقد جمر يلون صمت الليل كان عمال البلدية يعيدون اصلاح اضوية الشوارع ومولدة الحي تزمجر ممزقة سكون الحي الغارق في الظلمة منذ ثلاث ليال مضت صوت اولاد صغار يتعالى (( هييي اجت الكهرباء )) وفي البيوت الباردة تنهض الامهات بتثاقل حزين تتوضا بماء بارد كالحجيم وتصلي لنجاة الراحلين لحياة افضل