بالرغم من كوني أعمل في مجال الاعلام، لكن أحيانا ما تنطلي اكاذيبه عليَّ، فيشاء القدر ان يكشفها لي مكافئة لعملي به، وليكون حجة عليَّ لاكتشاف ضلاله وتحريفه، خصوصاً إذا كان مسيساً.
عند ذهابي الى المجمع الطبي ووزارة الصحة في منطقة الباب المعظم، وجدتُ الباب الرئيسية مغلقة، وعند استعلامي عن السبب، قيل لي بسبب المظاهرات؛ لكن المفاجأة كانت في أن لا وجود لتلك المظاهرات! ولا يوجد أي متظاهر! وعند استنكاري للموضوع، قيل لي اتبع هذا الطريق، فاتبعت سببا، حيث كان طريقاً طويلاً مملاً خصوصاً مع حرارة الجو وتقدم السن، إلا أنني رأيت (خير اللهم اجعله خير) أن صيانة تقع للسقف الثانوي لاستعلامات الوزارة وابداله بجديد، بالرغم من كونه ما زال في صحته وكامل قواه العقلية! أليس من الاجدر يا وزارة الصحة اصلاح المكيفات وأجهزة التبريد؟ لا سيما ونحن في هذا الحر اللاهب بدل الانفاق على ابدال السقف الثانوي للاستعلامات؟!
عندما يكون الخلل والفساد الإداري في مكان بعيد عن الوزارة، قد نعذر الوزير وكادر الوزارة، لكن كيف إذا كان في مقر الوزارة نفسها؟
أكملت جولتي لأسمع متحاورين يتذمران وهما من موظفي الوزارة، اتعبهما الطريق الجديد بدل الباب المغلق بسبب التظاهرات غير الموجودة اصلاً، يقولان وهما يُسليان نفسيهما لتخفيف معاناتهما:
– أنا أعرف أن للمتظاهرين طلبات فأين هذه الطلبات ولماذا لا تنفذ؟
– بل قل أين المتظاهرين؟
– أتعتقد أنها مظاهرات مفتعلة لغاية في نفس يعقوب؟
– والله كل شيء جائز، أسمعت بغرفة التعفير الموجودة في باب الوزارة؟
– نعم
– لم نرى او نسمع أنها تعمل في يوم من الأيام! فلماذا جلبوها اذن وما فائدتها إننا لا نعلم عنها شيئاً.
– معاناتنا كعراقيين لا تنتهي ابداً
– يمعود أسكت شعلينه هي خربانة
– يعني حتى كلام ما نتكلم!؟
– طبعاً، بعدين نطلع خونة وعملاء وذيول وجوكرية وما نخلص
– أصدقني القول: ما معنى جوكرية؟
– اصدقك القول: ما أدري هههههههه
– هههههههه
بقي شيء…
إن لم يكن لك واعزٌ من دين، فليكن لك واعزٌ من ضمير، فإلى مَ وحتى مَ يكون التخاذلُ؟