– ” ورد أكثر لمحمود درويش ” –
…………………………………………….
يا شاعر الوجود والعدم
لِمَ تركت الشعر وحيدا ؟
لم تفرغ بعد من لعبة النرد
لَمْ تشهد اجتياح الغرابين للياسمين
ولم تشهد اكتساح الماغول للقصيدة
الورق والمداد يئنان من اليتم
في غياب المعنى
الأبجدية بعدك يتيمة ثكلى
ها هي مدائح البحر شريدة على أرصفة المنفى
على عتبات يافا وحيفا
تكاد فلسطين تقتفيك إلى السماء
هذا زهر اللوز وأبعد
صار في حقول كنعان دفلى
هذا جبل الكرمل يرتدي البياض حدادا على المنأى
هذه الجدارية ترسم حضور الغياب
تستقبل عودة الموتى
فمن أنت لتبني وتهجر المبنى ؟؟؟
من أنت لترحل عن شذرة الحياة …
عن الوطن المشتهى؟؟؟
من أنت لكي تُعلِّم سرير الغريبة كيف تأسى ولا تنسى؟؟؟
من أنت لكي تختار الموت مسودة لتحيا ؟؟؟
من أنت لتعبر دون ” جواز سفر “
دون بطاقة هوية
دون وداع ” ريتا ” ؟؟؟
من أنت لتأسرالأحياء والموتى …؟؟؟
لم تركت ” أحمد ” وحيدا ؟؟
شريدا بين ضفتين
ذبيحا بين شقيقين
متشظيا بين خندقين
قم يا محمود الشعر والرؤيا
يا حارس السنديان
يا سليل الكرمل
يا توأم الزيتون
يا أريج الزعتر
اصعد إلى أعلى فأعلى
حيث النجوم المجرات والدنى
ولا تطل الغياب رغم حاجة السماء لشاعر أبهى
لا تستسلم لضجعة الأبد
لاستراحة المحارب
قبل أن تنشد قصيدة أخرى على الشاهدة
على زهر اللوز الطالع من تلابيب المثوى …
وتنثر وردا أكثر على قرية في الجليل
على أصيص البدء و المنتهى…!!!!!!
……………………..
● عبد اللطيف ديدوش / المغرب.