وذنباً مغفوراً يا نواب الشعب
عماد عبود عباس
كنت أريد أن أنتظر عودتكم من الحج لأستقبلكم مع المستقبلين ، يا نوابنا و يا قرة أعيننا و عزنا و فخرنا بين الامم فأكتب فيكم ما لم أكتبه في أحد منذ علمتني مساطر المعلمين أن آثر غيري على نفسي مثلما علمتني الكتابة و القراءة لكني انتبهت إلى أنكم لا تقرأون و إن قرأتم لا تعرفون و إن عرفتم لا تأبهون فأفرغت دواتي على ورقي ثم حطمتها ، مثلما أفرغ الأخطل الصغير كأسه في جوفه و حطمها على شفتيه ! عشرات الألوف من الرعية الذين بلغوا من العمر عتيا و الذين ينتظرون دورهم على قوائم الحجيج و لم يسبق لهم الحج مثلكم ليسوا حاقدين على مجيئكم (على الحاضر) لتصادروا حقهم لصالحكم ، معاذ الله ، فدوى لكم ، سيأتي دورهم ذات يوم و لا داعي للعجله ثم إن عليهم أن يتعلموا التضحية في سبيل نوابهم . إن لم يضح المواطن من أجل نائبه فمن أجل من يضحي ؟ عشرات الالوف ممن تجاوزوا الخمسين و الستين و التسعين و ملوا الانتظار على قوائم الحج و لم تعد لهم امنية في هذه الدنيا سوى أن يطوفوا حول الكعبة سبع مرات و لتفض روحهم بعد ذلك إلى بارئها حيث لم يعد لهم أمل في رؤية وطن سعيد ساهمتم في إخراج الجنرال بروفه لدراما انتحاره ، ليسوا حانقين على آخرين تخر التقوى من مرافقهم إذا قاموا إلى الوضوء ، سبق و أن حجوا مرة أو مرتين و لما يجتازوا بعد شرط العمر ، تقبل الله منهم ، و زادهم إيمانا على إيمانهم نحن لا نعتقد أبدا بأنكم تحجون فقط من اجل أن تظهروا بأنكم تستطيعون ما لا يستطيعه غيركم و أنكم تملكون ما لا يملكه غيركم و أنكم أصبحتم طبقة فوق الشعب طبقة تطفو فوقنا فتخنقنا. من قال ذلك ؟ نحن لا نعتقد أبدا بأنكم خرقتم أكثر من مادة من نظامكم الداخلي و عطلتم أعمال مجلسكم و أجلتم لأمد طويل ما عودتمونا على تسميتها بالمسائل العالقة و تمتعتم بعطلة جماعية وسط الفصل التشريعي الذي تغيرت توقيتاته المنصوص عليها في النظام الداخلي لتلائم نظام العطل الجماعيه الجديد . من يقول ذلك ارفعوا ضده دعوى قضائية و طالبوه بمليار دولار لكل منكم ، هذا من حقكم نحن مقصرون معكم يا نوابنا ، مقصرون من الأرض الى السماء ، بقدر المسافة التي تقطعها حجتكم لتصل إلى الله ، إن وصلت . لقد أشعرتمونا بالخجل فأنتم تقومون بكل شيء نيابة عنا تأكلون عنا و تشربون عنا ، تصيفون و تستجمون ، حتى الحج يحج كل نائب نيابة عن مئة ألف مواطن فكيف نجازيكم و كيف نرد الجميل ؟ و كم قصر في الجنة ستبني الملائكة لكل واحد منكم إذا حج عن مئة ألف من شعبه ؟ يا سادتي و يا سيداتي نحن لا نعاني من أحقاد ضد طبقة ساقتها الأقدار في غفلة من التاريخ إلى موقع يسمح لها بالقفز فوق حقوق الآخرين في الوقت الذي يفترض أن تتفانى من أجل حصولهم عليها ، هذا على الأقل ما أقسموا عليه بالله العلي العظيم الذي يذهبون لحج بيته . لقد تصفحت أمس كل مراجعي ولم أجد في أي دين و أي مذهب و أي قانون و أي نظام داخلي ما يسمح للنائب بالحج دون انتظار دوره كالآخرين و دون انطباق كل الشروط عليه كما تنطبق على غيره و لكن يا سادتي و يا سيداتي سيصلنا الدور و سنحج عندما تكونون خارج الخدمه قريبا جدا بإذن الله وعند ذلك لا يصادر حقنا أحد فحجاً مبروراً لكم و لمرافقيكم و لكن أيضاً ذنباً مغفوراً فما فائدة الحج لمن يذهب إلى بيت الله وهو يحمل على كتفه وزر مئة ألف من أبناء شعبه