وداعٌ أخير
تَرفقْ بغيابٍ، /يمامةٌ مكسورةُ الجناحِ
/تأبى النزولَ من علو سحابتها /أزرقٌ ذلك الهواءُ /نازفٌ من رئتك المثقوبةِ /كورمٌ على عظمٍ واهنٍ /مزمنةٌ نكاياتُ الأرضِ /يبابٌ هو انتظارُ الريحِ /أيلول يا أرملةُ المواسمِ/كيف هبتْ تلك الرياحُ السمومُ نواحيكِ/لم يثمر الزيتون
/زنابيل التمر فارهة بالغياب/الا من ضجيج ذباب /مركون وجع نخلتنا العجوز /ترتل صلاتها للغيث /يداها المعروقتان تنسجان خبز التسابيح /ولا يستجيب الرب
/كيف أنتقي دمي المشوب بلوعة آب /كيف أمشي ووحشتي /تتلو غربة الطريق
هل تتصور /انني رغم كل هذا الضجر
/أبتسمُ للمطر/نازل من مساحات احداق
/رأت افواه القبور تفتح على مصراعيها /تبتلعُ يمامَ المساجدِ /تُرى ماذا حلَّ بساقيةِ بستانِ النخيلِ/هل مازالتْ تمشي كدودة الارض
/تفتنُ الزَّهر والفراشات /رباه وأنت ترى رماد الاطفال /هل رأيت شياطين الكره تحط رحالها بين /كركرات الاطفال عشية عيد
/عشية عيد /كانوا هناك يلملمون فرحهم
/لم ينتبهوا /لم يلوحوا لوداع أخير/
فقط وداع أخير ..!!!
بقلم
سلمى حربة