ياسمينة حسيبي
وجـنّــة تــطْـرُدُكَ .. وتُـطاردُكَ .
فلا أنتَ بِمذنبٍ، ولاَ عرفتَ كيفَ تــتــُوبْ !
ثوبها، المؤدّبِ نسيجهُ، يُـهَفْهف بتحية السّلام ،
فتنهضُ الأرض خلفَ خَـطْـوِهـا .. حَــربًا ضروسًا.
جمالها ” إرهابيّ ” حين ينْفجر..ويتفجَّرْ،
تطلق النار بعشوائيةِ لحْظهَا فَـتُـرْدي من يُصادفها قتيلا،
عند مرورها ، تَتَنكَّـرُ الرؤوس لأَعْـنَاقها ..
وتُصبحُ للعصافير تنظيماتٌ سريّة، وللأشجار جواسيسْ.
ينهمر غِـنْجها،على حين غرة، فيبلّـلُ الحجر .. بالـعَــــذابْ ،
تمشي الهُـوينا والسّحابٌ الهَتُونٌ يغازلُ قدميْها
والمــاءُ يَـتَصَابَى من حَولها .. على كِـبرْ.
تَـتَعَـنْـقَـدُ في الكُـرومِ ملءَ خَمْـرها ،
وتَـبْسمُ بغمّازتها اليُمنى ، فيُكفْكِـفُ السّراجُ نورَه على عجَـلْ.
قوامها، في مراعي الخيالِ .. خَصْبُ الملمسِ،
يُخشى نفاذهُ من إسراف اليدين.
وعند شفير ثغرها، يسبّحُ الالحادُ ..ويؤمنُ بنيّة القُبلْ .. !
تقفُ أمامكَـ، كالأبدِ حين ينأى.. وخدّها ينزّ بالورد.
قدمــــــاكَ .. حرْفــا جرٍّ ..
منصوبٌ على نزع (الخافقِ ) .. تَطَـّوعاً
ورمشها المكتحل بِدَلٍّ .. ودلالٍ،
يعصف بكـَ .. ريشةً في مهبّ النّظرْ
تُحييكَـ بنظرة .. وتُميتكَـ بأخرى.
أنفاسها تُطَـوّقُ الهواء..بالمسكِـ
فإلى اين تهربْ ؟؟
ومناسكَـ العناقِ طويلة ، وعلى الخصرِ ..أذرعٌ تبتهلْ.
امرأة ترتدي الفــــــوْضـى ..
تصلبُ دمَ الهنيهات..على سارية الوقت ،
والرحى بين يديها .. تطحنُ لبّ الدهشاتْ
حين تردّ عن الشمعة لِـحاف النور،
يسقط القمر من ضوئها.. صريعًا !
فتضحكـ ملْءَ غــنْجها ..
وتقذف بأرضكَـ وسمائكـَ .. في العدمْ ،
وحده الهواءُ يظلّ عالقًــا بِـــعـطـرهَـا .. من ذهولْ !