بحسب ما نقله موقع “زمان التركية” فقد ((ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على البيان المكتوب الذي أصدرته وزارة الخارجية التركية في 18 مايو بمناسبة الذكرى الـ 77 لترحيل تتار القرم من شبه جزيرة القرم .. وأوضحت زاخاروفا أنه طالما توجد مشاكل غير محلولة ذات طبيعة عرقية ولغوية ودينية في تركيا، فإن أنقرة لا يمكنها أن تلعب دور المدافع عن الأقليات العرقية)). طبعاً سجل البلدين -تركيا وروسيا- في قضايا حقوق الإنسان والتهجير والاحتلالات أسوأ من بعضهما حيث الاثنان يشتركان في الانتهاكات ضد الأقليات العرقية الأخرى؛ التتار والشيشان بالنسبة لروسيا أو الكرد والأرمن بخصوص تركيا وما تصريح المتحدثة الروسية إلا تذكير تركيا؛ بأنها ليس في موقع يؤهلها لإثارة هكذا ملفات حيث هناك ما يمكن أن يثار ضدها من قضايا عرقية -وبالأخص القضية الكردية- وبالتالي خلق المزيد من المشاكل الداخلية.
وهكذا فإن دلّت تصريحات زاخاروفا على شيء، بالرغم من فائدتها السياسية لنا نحن الكرد ولو إعلامياً فقط، فإنها تدل على نفاق السياسات الروسية وميكيافيليتها في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان والأقليات ومنها قضية شعبنا الكردي وذاك ما يؤكد لنا بأن الروس -بالنسبة لنا- ليسوا بتلك الجهة السياسية التي يمكن “شد الظهر” بهم، لكننا مجبرين على التعاطي معها في بعض الملفات الأمنية نتيجة تخاذل أمريكا “ترامب” والذي سلم مناطق كثيرة لهم وذلك إبان خروجه منها والأمل الوحيد بقناعتي لخرةجنا من مجموعة الأزمات التي تعاني منها القوى الكردية هو إقناع الأمريكان وإدارة بايدن الحالية بقدرة الكرد في كل من روجآفا وإقليم كردستان على حماية مصالحهم بالمنطقة وهذه تطلب من قنديل وأربيل العمل معاً وفق رؤية إستراتيجية كردستانية وليس من منطلق حزبوي مصالحي خاضع أو على الأقل متناسق مع أجندات جهات إقليمية معادية لشعبنا، كما هو الحال مع واقعنا الراهن وللأسف.
إنها رسالة أخوية للطرفين -أو بالأحرى لكل الأطراف الكردية- لإعادة النظر في سياساتهم عموماً وبالأخص في قضية العلاقات الأخوية بينهم، وربما يكون عقد مؤتمر وطني كردستاني مدخلاً جيداً للحل، كما دعى إليه دائماً الكثير من القوى الكردستانية ومؤخراً حزب الشعوب الديمقراطية.. فهل نجد الاستجابة من قبل تلك الأحزاب والبدء بتحرك كردستاني، رغم معرفتنا بصعوبة الأمر في ظل سياسات الدول الغاصبة ومصالحهم التي ستجبر الأطراف الكردية -أو البعض منها- على رفض عقد هكذا مؤتمر وطني كردستاني ولكن لو دعت حاجة الأمريكان ومصالحهم لعقد هكذا مؤتمر فبالتأكيد سيتم عقده وربما يكون مؤتمرنا الأول للخلاص من العبودية التاريخية لهذه الحكومات الغاصبة، كما كان مؤتمر بازل 1897م للشعب اليهودي في طريقهم للخلاص وتأسيس كيانهم السياسي، ربما تخلق هذه النقطة الأخيرة حساسية لدى بعض الأخوة العرب، ولهؤلاء نقول: إن إشارتنا لمؤتمر بازل هي فقط من جانب لم شمل مكون إثني ووضع إستراتيجية وطنية للخلاص وخاصةً بعد أن يأسنا من “عدالة الأخوة” الجيران وإغتصابهم لحقوقنا التاريخية.
وحدة الموقف الكردستاني هي البداية الحقيقية لحرية واستقلال كردستان.
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا