واعجبي!
د. أسماء غريب
*
عجبتُ لأهلِ الحرفِ
كيفَ يُسَطّرونَ للعشقِ قواعدَ
وكيفَ منهمُ مَنْ يقولُ إنّها أربعون
ومنْ يكتبُ إنّها خمسونُ أو ستّون،
أفِي عشقكَ يا إلهي
بعدَ وُلوج الحضرةِ وتحقّقِ اليقينِ
قواعد وقيود وحدود؟
*
وعجبتُ لأهلِ الوصْلِ
كيفَ يكتبونَ عنْ شمس تبريز
ويبكونَ عليهِ بحُرقةٍ
كما كانَ يفعلُ جلال الدينِ أو ربّما أكثر،
أفي الدنيا كلّها يا إلهي
شيء اسمهُ شمس تبريز؟
*
وعجبتُ لكَ أنتَ أيضاً
أيّها العاشقُ الغرير
كيفَ تعجبُ ممّا أكتبُ،
فما شمسُ تبريز إلاّ جلال الدين نفسُه
وفي قلبِ كل عارفٍ شمسٌ
قدْ تحملُها أنتَ أيضاً
أيها السالكُ الصغير
*
وعجبتُ لكَ مرّة أخرى
يا قارئِيَ الجميل
كيفَ تصدّقُ أنّه يوجدُ
أحدٌ أو شيءٌ آخرَ غيرَهُ هُو
وخذْ عندكَ هذا الخبرَ الثالثَ:
فلا يُوجدُ حتّى جلال الدين
ولا أنتَ ولا أنا يا صغيري
فانتبهْ واستيقظ واستعدّ
فإنّي سأدْخِلكَ إلى مقامٍ سرّي
لم تطأهُ قدماكَ قبلَ اليوم؛
هُوَ مقامُ النسْف والتقويض
وإيّاكَ أن تقولَ قبلَ أنْ تُغادرَ المكانَ:
واعجبي!