هَمَساتٌ في صَدْرِ السكون ..
………………………………
وأنا مُستلقٍ علىٰ جمرِ مواقد الاستعارِ تتراشقني أمواجٌ من بحارِ الهواجسِ الكظيمةِ ألهجُ بها صبحَ مساء بلسانٍ أبكمَ وشفاهٍ ذابلاتٍ ، ضفافُ الكلماتِ مراكبُ سعدٍ نحمِّلُ عليها أعباءَ حرائقنا لتحيلَها أعوادَ بخورٍ تضوعُ عطراً عندَ كُلِّ مرفأٍ من مرافِئنا الوشيجةِ لاتزالُ عراجينُها تواقةً للإخصابِ في سُدُمِ الليلِ العقيمِ ناياتٌ عازفةٌ لَمْ تفقدْ ذاكرةَ القصبِ في هبوبِ الشوقِ بينَ ثقوبها ترنيمة للضحى المنتظرِ على ذمةِ قمرٍ صاجيٍّ ونجماتٍ غائراتٍ في الفضاءِ ينبثقُ منها ضوءٌ تكوّرهُ بين أذرعِ السماِء يسبّحُ في هزيعها صدى النورِ ليرتدّ برشقةِ سحرٍ في ريقها ندى لوردِ على شرفاتِ البوحِ أعياهُ العطشُ ولمْ يزلْ عطرهُ مختبئاً بينَ ظِلالِ الأنامل يبحثُ عن ثقبٍ للخلاصِ ليشقّ صفحةَ ماءِ البحرِ أو يُطمر في بئرِ النسيانِ فتُغتال زنابقي ويبقى العطرُ مصلوباً في برازخِ الانتظار .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ