هيَ نسمةُ للروحِ :
أهـلا بمَن سكَنَ التوهّجَ حَرفهُ
حتـّى كأنـّـهُ بالروائــعِ يَنطُــقُ
وطـأَ الجمالُ على المِدادِ يلمّهُ
والشـهدُ في حـدَقِ الرُبـا يتدفـّقُ
هـا إنّني عبْـر البحـار أقولـها
إنَّ الوشـائجَ تسـتغيثُ وتغـرَقُ
تشتاقُ كي تلقى الأحبّةَ بالهنـا
والدمـعُ في وجناتـها تترَقـرَقُ
قـلْ لي أتكتبُ للعنـاقِ قصـيدةً
أم إنـّها قـربَ الشـغافِ تحـلّقُ
تســعى لضمّ المقلتيـنِ كنسمةٍ
والقلبُ ينبضُ للحبيبِ ويخفُـقُ
عذرا لمـَن بالحبّ يكتبُ قصّةً
شذراتها فـوقَ المواجـعِ تورِقُ
خُـذني لها إنّ القلـوبَ تقطّعـتْ
والحزنُ في جيـْدِ المَدى يتسلّقُ
مَهْلا إذا ما جئـتَ تنشدً قربـَها
وإذا مرَرتَ على المداخلِ تُصعَقُ
هيَ نسمةٌ للـروح في نظراتها
هيَ بسمةٌ راحتْ تحبّ وتعشَقُ
مِن قبـل ما اكتملَ السموّ ترفعا
كانتْ لنـا دفـقَ الوريـدِ وأوثَـقُ
مـا مثلـها يُمـلي القلـوب إثـارة
والبـدرُ إنْ بلـغَ العُـلا يتشدّقُ
دعني أطبّبُ بالحَنينِ مواجـِعي
والجرحُ إنْ نضَحَ الـدَمَ يتفـتّقُ
إنْ غابتِ الأقمـارُ من فلواتـنا
إنّـا بنـوركَ والضِــياءُ نُحــلّقُ
يا ماءَ دجـلة ما اعتذرتَ لظامئٍ
والروحُ في بَحـر التودّدِ تَشهَقُ
قـدْ كنتَ في كلّ المواسمِ غيثَـها
والخيرُ من بينِ الشواطئ يُهرقُ
ضمّي حنانكِ فالعيـونُ ترادفتْ
والسحرُ في مُقـَل الندى يتعلّقُ
هانوفر /2020