“هم والهم سواء”
مصطفى داود كاظم
أعداء الحياة ، كابوس طال أمده، ومشروع لا يمتلك مشروعية وجوده بمناهضة صريحة لقوانين الوجود الإنساني…
هم الآن يُصَعّدون بمحاولة تسلّق الجدران وتهشيم زجاج النوافذ برغبة محمومة لاستمرار بسط النفوذ على مقتنيات الدار ، لا لإدارة شؤونه…
أعداء الحياة( يحبون المال حبّا جما ) وهو ليس من كدّ تعبهم ولا من عرق جبينهم الذي لا يعرق…
إذا أردت أن تبحث عنهم فلن تجدهم الاّ في مواخير الليل والأزقة المشبوهة ، وإذا أردت ان تتعرف عليهم فلن تعرفهم بسيماهم بل هم (مكاء وتصدية) لبعض كامرات المراقبة التي تعرض بعد الحدث أفعالهم المُشينة…
الموسيقى ألد أعدائهم ، والمسرح مساحة تقض مضاجعهم ،. لأنهم يرون فيه منافسًا لمسرحهم المفضل الذي يشتغل عليه المحققون بعد ان يُنفذوا جرائمهم، أما الكتابة فهي بالضد من تطلعاتهم في سيادة الجهل والتجهيل خدمة لمصالحهم.
غَوّلهم الأغبياء بعد أن أمدوهم بأسباب القوة حتى اشتدّ عودهم ونمت سواعدهم وكبُرت فؤوسهم، بأمل أن يكونوا لهم سندا وعونا ، ثم قال الأغبياء بعد فوات الآوان :
( يا إلهي ماذا فعلنا)
أعداء الحياة لا يتحملون أن يكون لهم منافس، أو شريك في المغانم ، ويفعلون كل ما من شأنه إزاحة الخصوم حتى لو تطلّب الأمر محو أثره أو محق تأثيره…
مخاتلون ، كاذبون ، مخادعون ، مزورون ، لاعهد لهم ولا آمان…
أعداء الحياة، لامكان للوطن في مداركهم ،لأنّهم لا ينتمون له ولا يشعرون…
جراد أهلك الزرع والضرع ، ووباء مستحكم ، لم يُدرج بشكل حقيقي في أجندة منظومة بُناة الحياة لمكافحة الشر .
أعداء الحياة بلا حياء ، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.