ياسمينة حسيبي
صَليلُ الملاحم في دمي،
أسْرِ إلــيْكَـ بكـُلّي، تحتَ جُنح صبابةٍ ثَـيّبٍ ،
والعظام تحترقُ نسيكةً لجلالة الرّوح ،
أَدُقّ بـابَ الريحِ بِحصى اللّـهفة،
والضّوء ينحني للقصيدة .. ولوْ ترفّع عَـرانينَ السماء ،
تعبُـرنا الطّريق على التوالي، مزدحمة بأنفاس الخزامى
يا أنا الصّبيبـَة ، أتبَلور في ضوء عينيكـَ ..
وفواكه الرّضاب أينعتْ فوق الثغـرْ .
ويا أنت الْـعاشق ، العابث بهَـسِيسِ ضلوعي.
تُبعثرُ أكواني وتلمْلِمُها، ولحْظُـكَ يِـفَـتّتُ جُملتي وتفْصيلي.
الأمطار هذا المساءكثيفة… والمظلة نُعاس.
لم يعُدْ في الحواسّ ما يخبئُـهُ النـّظرْ،
أخْـرُجُ من ذاتي لألتقيكـَ فوق سحابة منخفضة الكبرياء.
فيقولونَ لي : لا ضَنٌّ في العشق ،
هاكَ إذن مطلقُ صيرورتي ، وتلكـَ قـرَابيني أقدّمها لعرش الماء.
بين لثغة ولثغة، أمدُّ رموش العيون، جسرًا بينـنَـا.
نَـتَـرامقُ طويلاً ، حتى يتمزّعُ الفراغُ من حولنا.
أطفُـو في صوتكـَ همسةً حالمةً،
فتخرجُ اليَـدُ الجسور من مكمنِ الشوق ،
ونَمتطي صهوةَ النّـبضِ عَـالياً حتى يختنقَ الهواء ..!
يبلّـلُ الضّوءُ ملامحنا والأصابع تُصْبِحُ لها.. عيونْ!
اهمسُ لسكْـرة الحياة متضرعةً :
هَدَاديْـكِـ… إِطْبقي علينا بجفنيكِـ ،
نموتُ فُـــــــرادى … ونُبْـــعثُ إثْـنَـينِ.
ياسمينة حسيبي