عبير حميد مناجد
سؤال لا اظن أن أحدنا لم يطرحه على نفسه يوما على نفسه هل أنت سعيد ؟ أقصد هل أنت سعيد حقا ؟
سؤال أنا ايضا سبق وطرحته على نفسي مرارا . ولكن أعزائي القراء لا تنتظروا مني أجابة أكيدة لأنني بعد لا أعرف الجواب . وسبب تشوشي وتشوش الكثيرين في معرفة الأجابة رغم ما يبدو عليه هذا السؤال من بساطة هي , ان لكل منا مفهوم مختلف, وخلفية ثقافية ومعرفية , وتجارب وخبرات أنسانية مختلفة عن مفهوم السعادة . الأكثرية ترى السعادة في المال ووفرته, والكثير ايضا يراها في المال الى جانب النفوذ والوجاهة الاجتماعيبة, والكثير الآخر يراها في الأستقرار والسعادة الزوجية ومستقبل مضمون للعائلة والأبناء , وقليل يراها في القيادة والتحكم بمصير العباد من خلال شغل مناصب رفيعة وقيادية ,وقد يبذل في سبيلها الغالي والنفيس بل قد يرتكب جنح وجرائم , في سبيل الوصول الى( الكرسي) رغم انه كرسي تكليف وأعباء وليس كرسي تشريف و(منظرة) .. والغالب الأعم يراها في الصحة , والأمان ولقمة العيش الشريفة , والكرامة الأنسانية , والمساواة في الحقوق والواجبات , وأن ينام وهو آمن على نفسه وعياله. والقليل قد يرى السعادة, في أطار هذا المفهوم العام , ويزيد عليه مفهموما خاصا ايضا هو أن يرى السعادة في عيون اطفال العالم كلهم, وليس اطفاله فقط , وان لايتجرع الناس آلام الحروب, والأزمات والكوارث, التي تجرعها وان يرفع الظلم عن الارض, مرة واحدة والى الأبد , وان يتمتع الناس مهما كانت الوانهم, ودياناتهم وطبقاتهم الدنيوية, بالحرية وحرية الفكر والرأي والمعتقد وبالكرامة وفرص العمل المتساوية, وان تجد الأم حليبا لأطفالها ,والأب مالا حلالا , ينفقه على زوجته واطفاله, لكي تنشأ اجيالا جديدة . بدم نقي خالي من ترسبات الماضي وأهواله, وامراض النفس المستعصية , وعقد النقص و (الشيزوفرينيا). اجيالا تعيش السعادة ولا تتساءل عنها كما نفعل, اجيالا تعطي وتأخذ بالمقابل, اجيالا لاتكون عالة على دولها, بسبب مفاهيم مغلوطة للحرية الشخصية وكيفية شغل اوقات الفراغ….برأيي انا مع هذه الفئة القلية من الناس التي ترى السعادة في حل كل هذه المعضلات ومتى ما حلت اظنني سأكون سعيدة .