“تستطيع أنّ تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل وقت ولكنك لاتستطيع أنّ تخدع كل الناس كل الوقت”
إبراهام لنكولن
اخذ الفساد يستشري بين “البعض” من ابناء الجالية في المغتربات، كما تفشى في الوطن ، لا نريد هنا التحدث عن الخدمات التي تقدمها دول الشتات وخاصة الدول الاوربية واستراليا وكندا ونيوزلندا، الى القادم من وطنه،لانها لا تعد او تحصى وهذه الخدمات التي يتمتع بها اللاجئ من اول لحظة وصوله الى الوطن الجديد ، وما يحصل عليه لا يقل عن ما يقدم للمواطن الذي ولد فيه وترعرع في احضانه وبنى ابائه واجداده دولتهم الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع امام القانون، اضافة الى الحرية التي حرمها عنه حكوماته الدكتاتورية المقيتة وكما نعلم بان معظم اللاجئين قدموا من الوطن بعد معاناة مريرة عاشوها في الوطن من قهر واضطهاد واعتقال وتكميم الافواه والغاء حرية الرائ، سواء قبل السقوط في ظل نظام دكتاتوري مستبد قبل نيسان 2003 او بعده في ظل نظام طائفي مذهبي فاسد والذي ما زال ينخر بجميع مفاصل مؤسسات الدولة واعتقد باننا لا نستطيع ان نطلق حاليا على العراق صفة”دولة” بل مجموعة عصابات ومليشيات واحزاب دينية او مذهبية تنهب وتسرق موارد الدولة وخيراتها في وضح النهار!
اغلبية الذي وصلوا الى مدن الشتات شمروا عن سواعدهم وانخرطوا في المجتمع الجديد وتعلموا لغة البلد، ثم وجدوا فرصة عمل وارسلوا ابنائهم الى المدارس او الجامعات وتخرج منها العشرات من المهندسين والاطباء والصيادلة وعلوم ادارية وغيرها ، وهناك من برز منهم في اعمال تجارية وصناعية واصبحوا فخرا لابناء الجالية وللوطن الذي تركوه مع عائلاتهم قسرا!
لكي يتواصلوا مع ابناء الجالية في ما بينهم وتقريب ابناء الجالية من بعضهم البعض في العلاقات الاجتماعية والثقافية، قدم البعض طلبات لتاسيس جمعيات ونوادي ومنتديات ثقافية اواجتماعية اوفنية هدفها تقوية اواصر الاخوة والمحبة بين ابناء الجالية، وهناك البعض من هذه الجمعيات تتلقى بعض المساعدات من الدولة ولكن اغلبية الهيئات الادارية تعتمد على التمويل الذاتي لاستمرار انشطتها الانشطة وهذا مما يدل على رغبتهم في مد الجسور وربط اوصالهم ببلدهم الام وبين المغترب الذي يعيشون فيه، كما يسعون للتعريف بحضارتهم وثقافتهم ومناسباتهم في وطن عبر احتفالات مفتوحة للجميع.
لكن مع الاسف الشديد هناك من اساء لسمعة وطنه من خلال تصرفاته التي لا تليق بالوطن الذي ينتمي اليه والى حضارته وهناك عدد من الامثلة على ما يمارسه البعض من فساد وهو الكذب على الدولة التي منحتهم المواطنة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى والتي كانوا محرومين منها ولا نريد في مقالنا هذا ان نتطرق على التهرب الضريبي والعمل كما يطلق عليه”بالاسود” في بعض الدول و”كاش” في دول اخرى ، بل من الغريب والعجيب والمستغرب بان بعض هؤلاء يظهر امام الاخرين بانه ذا مبادئ يتفاخر بها ولا يتاخر عن الذهاب الى الكنيسة او المسجد او القيام بممارسة طقوسه الدينية ويتحدث عن الحلال و الحرام ولكنه يكذب من اجل سرقة حفنة من الدولارات وهو يعلم بان ليس جميع الاديان حرمت الكذب والسرقة بل الانسانية جميعها ونورد مثلا يجب ان نقف عنده ونتمعن الى مستوى ما وصل اليه البعض .
في الوطن وعندما تريد ان تحصل على اجازة تاسيس جمعية او نادي او منتدى ثقافي او اجتماعي، تقدم طلبا الى وزارة الداخلية، والوقت الذي يستغرق للموافقة او الرفض ربما يتجاوز السنة ويمر بعدة دوائر ومنها الامن العامة لكي يتم التدقيق او التحري عن مقدمي طلب الاجازة، وكثير من الاحيان ترفض! او يهمل الطلب بدون الرد،ولكن في دول الشتات، لا يستغرق ذلك يوما واحدا وعن طريق الشبكة العنكبوتية، بعد دفع مبلغا لتاسيس التجمع لا يتجاوز ما يعادل 100 دولار، بعدها من حق التجمع ان يزاول نشاطه بكل حرية وفي مختلف المجالات سواء كانت ثقافية او فنية او رياضية، وتقوم الدولة بدعم هذه النشاطات ماديا وفق الانشطة التي تقدم خلال عام ، بعد ان تقدم هذه التجمعات ما يوثق نشاطهم لخدمة الجالية بصورة خاصة او المجتمع بصورة عامة،وبالفعل هناك تجمعات تزاول نشاطها الثقافي او الفني او الرياضي ايمانا منها بان تظهر صورة الوطن الام بمظهر يليق بحضارته العريقة، ولكن ونكرر الاسف مرة اخرى ، هناك البعض من”مدعي الثقافة والوطنية ” يؤسس تجمع “فضائى” ويختصر المنتسبين اليه من اعضاء عائلته وعمك خالك ويصبح “رئيسا” للهيئة الادارية ويغلق باب الانتساب منذ التاسيس!! والنشاط يكون سفرة عائلية او نشاط يتيم تشترك فيه “العائلة حصرا ” ثم تلتقط عدد من الصور وترفق بطلب الى الجهات المختصة ليحصل الى منحة او سرقة مستغلا ثقة الدولة !! وتكرر هذه المنحة او السرقة بين فترة و اخرى ولا “من شاف ومن درى” و يهاجمون الفاسدين في الوطن ونسوا انهم من “الفاسدين” في المغترب!
هل انتقل الفساد الى المغتربات !!
اترك تعليقا