هل السوداني.. يحرق العراقي ومن هالمال حمل جمال…!!
متي كلو
“العصيان المدني يصبح واجب مقدس عندما ينعدم إحترام القانون و يعم الفساد فى الدولة. والمواطن الذي يتعامل مع هذه الدولة يصبح مشتركا فى الفساد وتغييب القانون.”
غاندى.
بعد 2003 جاءت الاحزاب الاسلامية الشيعية مع الدبابة الامريكية، فاحتلت امريكا العراق اما نظام الحكم فكان من نصيب تلك الاحزاب والميلشيات فبسطت انيابها ومخالبها في كافة مفاصل الحياة، ومنها السياسية والاقتصادية والادارية، ووضع زعيمهم نوري المالكي اول حجر الاساس للفساد في العراق، وتم توزيع الثروة بين تلك الاحزاب، وبدا الخراب ينخر في جسد الدولة، و بدلا من دكتاتور اوحد قبل الاحتلال اصبح في العراق عدد منهم اكثر شراسة وبطشا ، واصبحت ثقافة العراق طائفية ومذهبية واصبح العراق منطقة لا يدخلها الى من كان ضمن تلك الاحزاب والكيانات السياسية الاسلامية الشيعية واطلق عليها اسم “المنطقة الخضراء” ، وتربع على راس النظام حزب الدعوة، بدا من ابراهيم الجعفري الى عادل عبد المهدي، ثم مصطفى الكاظمي الذي اختارته تلك الاحزاب والذي لم يستطيع ان يقدم شيئا ملموسا للشعب، ولم يستطيع ان يقدم احد الى المحاكمة من الفاسدين والقتلة والمجرمين وان ياخذ جزاءه بالرغم من اعترافات الكثير من الفاسدين والقتلة ومنهم قتلة هشام الهاشمي بالرغم من اعترافهم على شاشات التلفزة الفضائية ولهذا يعتبر مصطفى الكاظمي احد هؤلاء الفاسدين لانه سكت على كل الفساد وملفاته واهم تلك الملفات ملف تسليم ثلث العراق الى “الدواعش” من قبل نوري الكاظمي!!
بعد انتخابات 2021 المبكرة،بعد انتفاضة تشرين 2019 والتي اسقطت حكومة عادل عبدالمهدي، كانت انظار الشعب العراقي تتجه نحو تصويب العملية السياسية واحالة الفاسدين الى المحاكم المختصة واولهم نوري المالكي وحزبه”حزب الدعوة”الذي اقترفت يده من جرائم بحق العراق وشعبه لا تحصى ولا تعد ولكن، نوري المالكي لم يتعظ، من تلك الانتفاضة، وبدلا ان يكون درسا له ولحزبه وللاحزاب الاسلامية وكيانتها الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي بعد 2003، بل اصبح اكثر اصرارا على استمرار الفساد، واختياره مع قيس الخزعلي لمحمد شياع السوداني الا لامتداد ذلك الفساد والمزيد من النهب وترسيخ الطائفية والمذهبية والسلاح المنفلت، الذي اصبح اعداده وانواعه يفوق ما يملكه الجيش العراقي،
بعد 9 اشهر من الانسداد السياسي جاء اختيار محمد شياع السوداني” من قبل الاطار التنسيقي المقرب من ايران ، ليس الا امتداد لتقسيم الكعكة والسلطة واستمرار النظام الفاسد في كافة مؤسسات الدولة وتحكم ذيول الحرس الثوري الايراني في القرار العراقي.
المعروف عن محمد شياع السوادني، كان عضوا في حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وشارك في انتخابات عام 2014 وفاز ضمن حزب الدعوة واثناء ثورة تشرين 2019استقال من حزب نوري المالكي، وصرح حينها بان استقالته جاءت لوقوفه مع ثورة تشرين، ولكن استقالته لم تكن تأييدا للثوار بل الهرولة نحو منصب رئيس الحكومة بعد اسقاط حكومة عدولة ابو العدس، ولكن الثوار كانوا له بالمرصاد ورفعوا اللافتات في ساحة التحرير وهي تحمل علامة (X) على صورته وصورة نوري المالكي معا و “كلا لمرشحي الأحزاب الفاسدة”.رافضين له بالمطلق وفضح انتهازيته!!
السوداني نائبا للمرة الثالثة !! اي ان محمد شياع السوداني جزءا لا يتجزا من من دولة القانون او حزب الدعوة و اختياره من قبل الاطار التنسيقي دليل واضح لتبعيته لحزب الدعوة الذي يعتبر زعيمه نوري المالكي مؤسس الفساد في العراق بعد 2003.
ان رفضه من قبل ثوار تشرين ليس وليد صدفة، بل لانه ينتمي الى المنضومة الفاسدة في العراق، ورفضه من قبل التيار الصدري جاء بعد انسحاب النواب الصدريين من البرلمان، واختياره الشارع في المعارضة بدلا من قبة البرلمان ، اذا ان الشريحة الاكبر للشعب العراقي رافضة تراس محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، والسؤال الذي يخطر على بال كل مواطن عراقي، هل يستبدل بشخص اخر، ام يتم اختيار اخر بموافقة التيار الصدري ، ام يصر الاطار التنسيقي على محمد شياع السوادني و يتحمل تبعات هذا الاختيار امام الجمهور الصدري الذي اقتحم حي الخضراء، وهل ينظم ثوار تشرين الى الجمهور الصدري لمنع الاطار التنسيقي من تشكيل الحكومة ، ام ياخذ ثوار تشرين موقفا متفرجا على الساحة السياسية بالرغم من ان خدد منهم شاركوا في اقتحام قبة البرلمان للمرة الثانية !!
يتفق كافة المراقبين والمحللين السياسين بان الاطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي لو اصر على ترشيح محمد شياع السوادني، فهذا يعني تصادم بين الكيانات المسلحة الاسلامية الشيعية، ويذهب ضحيتها الالاف من هذه الكيانات، ام ياخذ نوري المالكي بنصيحة مقتدى الصدر بترك السياسة، ولكن نعتقد بان نوري المالكي لن يترك السياسة ولا المناصب، لان ترك السياسة يعني احالته الى المحاكم لمحاكمته على الجرائم التي اقترفها ولهذا لا ياخذ بنصيحة احد، ومصيره كمصير صدام حسين عندما تحدى الشعب العراقي بسياسته القمعية وتحدى العالم بحروبه الخاسرة!!