هلال يهرب الى أوربا
هادي جلو مرعي
يتواصل الزحف العراقي السوري جهة الأراضي الأوربية في القارة العجوز التي ماتزال قبلة العالم لمافيها من فرص عمل وحياة وأمن وإستقرار، ويتوافد الشبان والشابات والأسر النازحة من العراق وسوريا ومناطق النزاع التي يسيطر عليها المسلحون في البلدين، وتعد تركيا المحطة الأولى التي يتم فيها شراء وبيع اللاجئين العراقيين والسوريين حيث يتم نقلهم عبر البحر الى جزر في اليونان، ومنها يتوزعون على القارة الأوربية في رحلة حلم صعبة وقاسية ومحفوفة بالمخاطر أملا في دخول إحدى الدول المتقدمة عسى أن يعثر المهاجر الهارب من جحيم الوطن على فرصة حياة جديدة.. يقول هلال شذر وهو شاعر وصحفي شاب من العراق وصل للتو الى مدينة كارلسروه الألمانية، وينتظر الحصول على فرصة الحياة، إنتقل من العراق الى تركيا ومنها الى اليونان ومقدونيا حتى وصل ألمانيا التي هي الحلم بالنسبة له، وسيحاول تثبيت أقدامه بكل الطرق الممكنة ومن خلال مساعدة عراقيين وعرب يعيشون هناك، لكنه يترك وراءه إرثا من الحزن.
قصة هلال شذر مثل عديد القصص في الشرق الأوسط، والعالم العربي تحديدا، وفي بقعتين من العالم يمكن سماع أنين الناس فيهما بوضوح، وكيف يتصاعد الوجع ليرسم معاناة متنقلة يهرب منها الناس ويعودون إليها ويتركونها لكنهم يتصلون بها برابطة الحزن والوله والشوق الى الجذورـ وآه من الجذور. تعرض هلال كعديد من الصحفيين الى المضايقات والتخويف، وسبق أن كتب عن عصابات تمارس الخطف والإبتزاز في العراق، وشارك في تظاهرات إحتجاجية على سوء الخدمات والإدارة، وغياب الفرص الملائمة لحفظ الكرامة الإنسانية، ويخشى على حياته ماأضطره الى جمع كل ماأمكنه من مال وحصل على مساعدة من أصدقاء ليغادر على عجل مسلحا بخوف يمنعه من الإلتفات الى الوراء برغم كل القلق والبرد والجوع والتعب الذي تملك حواسه، وهدفه النهائي أوربا العجوز.
هلال شذر صحفي وشاعر شاب سببت له مجموعته الشعرية الأخيرة المتاعب، وتعرض الى تهديدات يشاركه فيها العديد من الناشطين والشبان الذين لايستطيعون كتم مشاعرهم وتمردهم الداخلي فينفجر بركان غضبهم على السياسيين، ويبحثون عن فرص، ومن يعجز منهم يتوجه الى المهجر بحثا عن أمل وفرصة وحياة مختلفة، هلال لديه شركاء في الرحلة يرومون الوصول الى الغاية البعيدة، وسيصلون لكنهم سيتذكرون جيدا سبب هروبهم من الوطن حين لم يقاوموا الصبر وثارت ثائرتهم وغعترضوا على سلوك خاطئ مارسه سياسيون وقادة لم يفكروا سوى بأنفسهم ونسوا إن وطنا أكبر منهم يحتاج الى الحقيقة والصدق والمهنية وحماية الثروات والممتلكات العامة لا نهبها بطريقة تافهة.