سعد علي مهدي
مهاجرٌ بمحنتي لذلك المدى
كطائر ٍ تحملني حقائبُ الردى
كأنّ لي ملامح الهموم والعدم
وشبه عمر ٍ قد مضى بين دم ٍ و دَم
مضت به حنجرة ٌ لم تعرفِ الصدى
مهاجرٌ كطائر الضياع للهدى
وفي دمي خلاصة ٌ لرحلة الألم
كأنّ موتا ً يحتويني طيّب المذاق
فأستغيث من لظى الجفاف بالندى
وأستعيذ قائلا ً يا رحلة ً سدى
تناولي مسيرتي ..
بلهفة الحقول للعناق
لتحصديها دفعة ً واحدة ً بمنجل الفراق
( 2 )
مهاجرٌ كأنني أعاندُ القدر
ومتعبٌ كمركبٍ أرهقهُ السفر
معي شراعُ وحشة ٍ كخطوتي ثقيل
وغربة ٌ أحملها للوطن البديل
وجفن منديل ٍ بكى من قسوة المطر
حقائبي مليئة ٌ بالحزن والثياب
وأمنياتٌ تقتفي معالم الضباب
كأنها هازئة ٌ بالزمن البخيل
وما مضى في وطن ٍ يحضنه الخطر
لفافتي ممنوعة ٌ من متعة الدخان
وكلّ ما في داخلي يحلم بالأمان
على نسيم شرفة ٍ تجاور القمر
( 3 )
مهاجرٌ تقودني محرقة الجبين
وتستفزّ دمعتي مشاعر الحنين
وذكرياتٌ لم تكن حولي سوى غبار
تطلّ بي نافذة ٌ على أسى البحار
ومن مطار ٍ بائس ٍ إلى أسى مطار
أقاوم البكاء مثل بلبلٍ حزين
أواصل المسير في أروقة الزحام
تذكرتي متاعبٌ ورغبتي حطام
وكلّ ما في جبهتي هواجسٌ ونار
معي خيالٌ لم يعد يسمع في الوجود
غير نداءٍ دائم ٍ .. متى .. متى تعود
كأنما حبيبتي تهتف في الظلام
فأستعيد وجهها .. وأكتمُ الأنين