هجرة العراقيين .امل نحو الاستقرار . ام استقرار للأمل.
عباس يوسف آل ماجد
كاتب وباحث عراقي
وانا جالس قرب جهاز التلفاز وكالعادة عند مشاهدتي نشرة الاخبار جاء الخبر الاتي : وصول المئات من المهاجرين السوريين والعراقيين الى جزيرة كوس اليونانية بعد رحلة بحرية شاقة من مدينة ازمير التركية عبر بحر ايجة وصولا الى تلك الجزيرة اليونانية ، استوقفني هذا الخبر العاجل ، ما هو دافع المهاجرين للهجرة ؟ والى اين يحطون رحالهم ؟ ومرت الايام وانا اتابع الاحداث والاخبار تتوالى ، غرق بعض القوارب المطاطية قرابة السواحل اليونانية ومصرع العديد من المهاجرين ، نعم انها قوارب الموت تلاحق العراقيين اينما وجدوا، والاخبار تتطور المهاجرون يقطعون
مئات الكليومترات من اليونان الى مقدونيا الى صربيا وهنغاريا والنمسا والمانيا ، المهاجرون ، انهم لا يعرفون الصعاب ولا يهابون الموت ، وبعد تزايد اعداد المهاجرين قامت هنغاريا(المجر) بسلسلة اجراءات لمنع تدفقهم نحو اوربا الغربية
وابناء العراق لا زالوا مستمرين في التوجه صوب اوربا الغربية ، احدهم يقول انه جاء ليستقر في اورب الانها بلد مستقر وان وضعه المادي سيكون افضل ، وتقول ام احمد : انها جاءت من العراق الى فلندا بسبب مرض ابنها وتريد رعاية افضل له ومن اجله تركت ارض الوطن ، ولكن هناك رأي يختلف عن تلك الآراء ، الحاج ابو محمود رجل متقاعد ويجلس في احد المقاهي لشرب الشاي يقول : انني ولدت في العراق وسأموت في العراق وقد مرت على العراق احداث اسوء واقسى من هذه الايام ولم اترك هذا البلد . بين هذا وذاك يبقى السؤال هل ذهب ابناء الوطن بحثا عن الاستقرار ؟ ام بحثا عن امل
جديد يلوح في الافق ؟ بانتظار الحلول الملائمة لتلك الازمة الانسانية .