ـ أُنظُر يارجُل الى هذا المنزل الفخم ، هل تعرف لِمَنْ يعود ؟
* نعم ياحمكو .. أعرف ، ويستأهل صاحبه ، أتدري كَمْ ناضلَ ضد الحُكم البائِد ؟
ـ صحيح .. أتفِق معك ، أنهُ كافحَ لسنين طويلة ، وأعتقِد أنهُ جُرِحَ في المعارِك أكثر من مَرّة .. لكن ياسيدي ، متى كانَ لل ” نضال ” و ” الكِفاح ” ثَمَنْ ؟!
* أنتَ لا تجوز من هذهِ الحماقات التي تتفّوه بها ياحمكو … ان الرفاهية التي يعيش بها الآن ليستْ ثَمناً لنضاله أو ” خدمتهِ الجهادية ” ، وإنما هي نوعٌ من [ التعويض ] عن كُل ماعاناهُ سابقاً ، هل تُريدهُ اليوم أن يعيش في خَرابةٍ أو بيتٍ صغير ، على الكَفاف ، ويتنقل مشياً على الأقدام ؟
ـ كلا يارجُل .. من حَقّهِ أن يستمتع بحياتهِ اليوم … لكن بإنْصاف ، وليس بِمُبالَغة بحيث يستَفِز مشاعِر المحرومين ! .
* ومالَكَ و” المحرومين ” وأنتَ لَسْتَ منهم ياحمكو … ومتى أصبحتَ مُحامِياً عن المُعدَمين ؟ ثُمَ قُلْ لي ، هل تُريد جنابكَ الكسيف أن تُساوي نفسكَ أنتَ الذي لم تخرُج الى الجَبل ولا إلى الهور ، كي تُقاتِل ضد الدكتاتورية يوماً ، بل إكتفيتَ ب ” مُعارَضة سلبية تحت اللحاف ” هنا في بيتك ، تُساوي نفسكَ مَعَ مَنْ تحّدى وحَملَ السلاح وخاض المعارك وجُرِحَ مراراً ؟
ـ كفاكَ دِفاعاً يارجُل .. بل أنتَ المُدّعي لليسارِية ، متى أصبحتَ مُنافِحاً عَنْ أصحاب القصور الفخمة والمزارع الضخمة ؟ ثُم هل أن جميع المُستفيدين اليوم والذين إغتنوا سريعاً في العقدَين الماضيين ، هُم المُناضلين ضد الحكم الدكتاتوري البائِد ؟ كلا ياعزيزي … بل أن أكثر من نصف المُستفيدين من الوضع الراهِن ، ليس فقط لم يقفوا ضد النظام السابِق ، بل كانوا من أزلامهِ ومؤيديهِ ! .
* لا أدافع عن أحد ياحمكو … لكن تحاملك على كُل مَنْ بنى قصراً أو أنشأ مزرعة كبيرة ، غير مُبّرَر ، ويدخل في باب حَسد العيشة ! .
ـ واللهِ أنتَ اليوم غير مُنصِف يارجُل . كُل قصدي : لو أن ” المناضلين ” و ” المكافحين ” وأصحاب ” الخدمة الجهادية ” ، إكتفوا بمنازل عادية مثل بقية أفراد الشعب ، لما تجرأ أحدٌ من الطفيليين أن يبني قصوراً فخمة .. لو قنع ” المناضلون ” برواتب او موارد معقولة تكفيهم وعوائلهم للعيش بكرامة ، لما تجرأ أحدٌ من المنافقين والإنتهازيين وماسحي الأجواخ ، على ممارسة الفساد والنهب والتبذير المُفرِط .
* لَوْ .. لَوْ . لو لم أتحدث معك أصلاً ، لكان أفضَل !
نِضالٌ وخِدمة جِهادية
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا