نقطن الملح المتساقط
خرج البر من البحر
والليل من الصبح
في البدء
كان الماء والضوء
لأن التراب يرافقنا
مثلما كانت البداية للنهاية
نُصبح قبوراً متحركة
قادمين من انشطار الغبار
لننصب اضمحلالنا
على قارعة المحطات
لا عاصم لنا من الخطايا
نقرأ هزائمنا كما نشتهي
بوتيرة جنائزية
خلف صور الفوضى
ونفترش الجذع الخاوي
بوجوه شاحبة
وأقدام من حطب
لأن زاوية صراخنا
انكسرت
يتساقط الموج من رؤوسنا
نتوسّد الحقائب البالية
ترانا نقطن الملح الساقط
ما أطول الأحلام
إذ ما شرّع السرو لنا
الغابة البيضاء
هناك حيث تُلام الأجساد
من الطعنات
وحيث على عمق كتاب
تُطوى آخر قصائدنا
وتهطل علامات الميزان
لو يغيب المدّ
ويندفع الكثبان
لو أنَّ الغيمات التائهة
تتعثّر بدعاء الظمأ
نستغيث بالأشرعة
وبعيون البحر
فلا نُستغاث
نتأمل المقعد الشاغر
وفزع المكان
ننادي وجوه الطريق
ترتدي عتمتنا
لكنَّنا وحدنا ضالعون
في الأسماء الماطرة
لم يعد في كف الريح وقت
كل مردود لأصله
ينحسر النهار والضوء
تتعرى الأرض
يأوي التراب للماء
ويُفشي الموج سر العتمة