زيد الحلّي
منذ مدة قصيرة ، اتابع دعوات الاصدقاء ، لتشجيع المنتجات المحلية ، والتأكيد على جعلها من اولويات الاسرة العراقية ، لاسيما في ما يخص منتجات الالبان والفواكه والخضر والملابس ومواد البناء.. الخ ، بعد ان اصبحت السوق المحلية ، قوس قزح من منتجات دول قريبة وبعيدة ، وبلغ حجم الاستيرادات لبضائع ومواد بسيطة ، لها بدائل عراقية ، نحو 36 مليار دولار سنويا .. اي ما يعادل ميزانيات دول عدة .. مواد تمثلت بـ ( المثلجات ، القيمر ، الالبان ، قمصان ، طماطم ، احذية ، مياه شرب ، ومياه غازية ، حلقوم ، أحزمة ، حفاظات اطفال ، مناديل ورقية ، بصل ، خيار ، باذنجان , عصائر ، واحمر شفاه ) واشياء اخرى اخجل من ذكرها !
وقد تفاعلتُ مع تلك النداءات ، واصبحت معظم مشتريات اسرتي ، هي من المنتجات المحلية ، وبالأمس فاجأتني صغرى بناتي ، باهتمام عدد كبير من المواطنين واسرهم بنداء لتشجيع المنتوج المحلي ، واطلعتني على صفحة في ( الفيس بوك ) بعنوان ” دعم المنتوج الوطني ” حيث وجدتً فيها الآلاف من محبي العراق ، يساندون هذه الحملة الوطنية ، واصبحت جميع مشترياتهم من المنتوج المحلي ، وبهذا حقق العراقيون ، وحدة اقتصادية عميقة المعاني في مساندة المنتوج المحلي ، وان الكرة حاليا ، في ملعب اصحاب المصانع في مختلف التخصصات واصحاب الاراضي الزراعية ، من اجل تحسين ما ينتجونه شكلا ومضونا ، كي تستمر عجلة الدعم لهم في سيرها ، حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الاسواق العراقية..
ومع فرحتنا بالوعي الوطني الذي اثمر هذا الوهج والانتباه للمنتوج المحلي ، فأن من الضروري معرفة صورة المحن الصناعية بجميع صنوفها ، والمشكلات الزراعية ، حتى يمكن تقيم المنتجات المحلية ، فلا يكفي أبداً أن تعلن الحكومة أنها خصصت قطعة أرض لهذا المشروع الصناعي او الزراعي ، بل الحالة تحتاج إلى دراسة دقيقة، تحدد احتياجات السوق المحلية ، وانواع الدعم الذي يقدم من اجل تكامل اقتصادي ..
وفي هذه العجالة ، اقول لابد أن ندرك التحديات التي تواجه نمو القطاع الصناعي والزراعي، لاسيما بما يتعلق بتوفير البنى التحتية الحديثة والمتكاملة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً، و أهمية الدعم اللازم لتشجيع الاستثمار في الزراعة والصناعة ، فالإقبال الذي سيزداد لاحقا على المنتج المحلي من قبل الاسر العراقية ، يفرض على المصانع الصغيرة والمتوسطة تطوير رؤاها بالعمل من خلال التحالفات مع بعضها البعض ، وتطوير التقنيات أو الاندماج في كيانات أكبر لمواكبة التطور الحاصل في العالم .. وفسحة الامل واضحة امامنا ، والمتمثلة بوفرة الطلب على المخرجات وتوافر المدخلات ووجود الفرص التسويقية..
مرحى لشعبنا الابي هذه الصحوة الرائعة ..